الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سفراء المحاصصة وضجيج المعارضة

بواسطة azzaman

لمن تقرع الاجراس؟

سفراء المحاصصة وضجيج المعارضة

هاشم حسن التميمي

 

تفجر مؤخرا غضب العراقيين الاحرار وهم يطالعون قائمة الترشيحات للسفراء الجدد وكانت عائلية بامتياز وحصريا لاقارب المتنفذين والمتحكمين في السلطة وهي اقصائية وتهميشية للعراقيين الاكفاء المؤهلين لهذه المناصب الخطيرة التي تتوقف عليها سمعة العراق وعلاقاته الدولية.

نقول نعم هؤلاء من العراقيين ايضا ولهم الحق في تولي المناصب العامة لكن السؤال المهم  ، هل تتوافر فيهم شروط اللغة والشهادة التخصصية والخبرة واللياقة الدبلوماسية ام ان المؤهل الوحيد ابن فلان وزوج علانه وصهر مولانا وذيل الزنانة.... ان الظروف الاقتصادية التي تدفع الحكومة لاستجداء الرواتب تتطلب التقشف ودمج السفارات والغاء غير الضروري منها لتوفير الترليونات ولكن لاحياء لمن تنادي ويتمادى في تقسيم المناصب وكانها غنائم حرب في عصر الجاهلية ... باختصار هذه الترشيحات والتي سبقتها باطلة  ربما باستثناءات قليلة جدا ومن اقرها وصوت عليها منافق وخائن للدستور... سيحاسب امام الله ويوم يصحى الشعب من غفوته.

والعجيب في سياسة السلطات التي تدعي انها تحكم باسم الشعب وان الديمقراطية وصندوق الانتخابات المثقوب اوصلها لسدة الحكم والتحكم بمصير الدولة تسعى لتشديد الرقابة وتكميم الافواه وتفسير حرية التعبير جريمة قذف وتشهير وتامر على السلطات السيادية وتجرأت لصياغة  قانون سيمرر عبر البرلمان بعنوان حرية التعبير والصحيح جرائم حرية التعبير لان اغلب مواده تحرم النقد او المساس بما اسمته الرموز حتى لو تورطوا بالفساد والخيانة العظمى والنظر اليهم بعين الاكبار والاجلال وبكل هالات التقديس والتبجيل والغاية ان تتحول كل وسائل التعبير للتمجيد والتهليل والتطبيل لهذه الزمرة التي هدرت المال العام وجعلت اضعف الكائنات تستهين بسيادة العراق وكرامة وحقوق شعبه المظلوم مرتين في ظل ما اسموه دكتاتورية القائد الضرورة وديمقراطية المحاصصة اللعينة...  واصبح ليس من العجب ان يعتقد مسؤول كبير ان تعبير الناس عن مطاليبهم وانتقادهم للفساد وفشل النظام السياسي بكل سلطاته على انه ضجيج يعرقل المسيرة ويجب تجاهله وقمعه  ، ومن ذات المدرسة يظهر محافظ وهويصرح بكامل وعيه ان اعظم انجاز لدولة المحاصصة ان يتكرم المسؤول ويتنازل ويهبط من برجه العالي ليسمع هذيان مواطن وانتقاداته دون ان يبطش  فيه (وبمن خلفوه ) او سمعوه وهو يصرخ مطالبا بجرعة ماء نظيف لاهل البصرة.... ويذكرنا ذلك باللقاء الشهير مع الحاج خير الله طلفاح حين ساله الاعلامي المبدع ابراهيم الزبيدي عن الديمقراطية فتحفز الحاج وسحب نفسا عميقا وابتسم وقال الديمقراطية يا ابراهيم انا خير الله طلفاح يجلس مع مذيع بسيط مثلك يسالني واجيب... وبصراحة كان رد طلفاح وهو صاحب العناوين المعروف انذاك اكثر تواضعا وقسوة من رد الامبراطور المحافظ ، ونستذكر ايضا   ما قاله مستشار من رعايانا المدللين في لندن  ليردعلى هدر المليارات على قمة عربية فاشلة ( انها تفاليس ).

رحم الله حسن نصر الله الذي قال سر نجاح القيادة انها تضحي اكثر من شعبها وتتقدم صفوف المجاهدين والشهداء ورحم الله زياد رحباني الفنان العبقري انه قال ان عظمة الانسان وسر نجاحه انه يشابه الناس ويعيش همومهم واحلامهم ولايتكبر عليهم او يتبختر مثل الطاووس نافشا ريشة... هل عندنا في قياداتنا  ومجاهدينا مثل نصر الله وزياد وجورج  عبد الله الذي تمسك بالمبادىء بعد اربعين عاما من السجن وسيرة جيفارا ونلسن مندلا معروفة ومرفوضه من حكامنا لانها تنتمي لعالم الضجيج.

 

 


مشاهدات 53
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2025/08/03 - 3:13 PM
آخر تحديث 2025/08/04 - 2:57 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 102 الشهر 2280 الكلي 11277366
الوقت الآن
الإثنين 2025/8/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير