الدولار واحتمالية التراجع
زكي الساعدي
تشهد الأسواق العالمية بصورة عامة والمحلية على وجه الخصوص ركودا ملحوظا بدأ في تراجع سوق العقارات ومن ثم تجارة السيارات وانتهى الأمر بالركود العام وهذا ما يعزوه اغلب اقتصاديون العالم لعدم توزان قيمة الدولار امام العملات وإمكانية انخفاض متوقعة من 9 بالمئة لحدود عليا قد تصل 35 بالمئة .ومع تصاعد التحليلات الاقتصادية خلال عام 2025، تتجه الأنظار نحو مستقبل الدولار الأمريكي، حيث تشير تقارير مصرفية عالمية إلى احتمال تراجعه خلال الفترة المقبلة، وسط عوامل اقتصادية ونقدية متشابكة.ويتوقع بنك مورغان ستانلي أن ينخفض مؤشر الدولار بنسبة تصل إلى 9 % خلال الاثني عشر شهرًا القادمة، ليصل إلى حدود 91 نقطة، مدفوعًا بتوجهات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وعودة النشاط للعملات العالمية الأخرى مثل اليورو والفرنك السويسري. من جانبه، يرى جولدمان ساكس أن الدولار لا يزال مقيَّمًا بأعلى من قيمته الحقيقية، محذرًا من انخفاض محتمل قد يتراوح بين 25 % و30 % في حال استمر التضخم فوق معدلاته التاريخية.أما الخبير الاقتصادي ديفيد روش، فقد أشار إلى سيناريو تراجع تدريجي للدولار بنسبة تتراوح بين 15 % و20 % خلال السنوات القادمة، وسط تحذيرات من ركود اقتصادي محتمل بنهاية العام، نتيجة تراجع ثقة المستثمرين في السوق الأمريكية.
عوامل ضاغطة على قوة الدولار
وتعود هذه التوقعات إلى عدة عوامل أبرزها:
السياسة النقدية الأمريكية: إذ تتجه الأنظار إلى قرارات الاحتياطي الفيدرالي بخصوص الفائدة، وسط ترقب لأي تخفيضات قد تؤثر على جاذبية الدولار.
وايضاً تباطؤ النمو الاقتصادي: حيث تشير التقديرات إلى انخفاض النمو الأميركي إلى نحو 1 % عام 2025، مقارنة بـ2.7 % العام السابق.
• التحولات السياسية والتجارية: خاصة مع التوجهات الحمائية من قبل الرئيس دونالد ترامب والتي قد غيرت الرسوم الجمركية وأثرها المباشر في أسعار الصرف.
انخفاض متوقع في مؤشر الدولار
وبحسب بيانات Trading Economics، بلغ مؤشر الدولار DXY نحو 98.69 نقطة مطلع أغسطس 2025، مع توقعات بانخفاضه إلى مستوى 97 خلال العام المقبل. كما تتوقع تقارير اقتصادية ارتفاع قيمة اليورو والجنيه الإسترليني أمام الدولار، في ظل تحسن أداء الاقتصاد الأوروبي.
مراقبة حذرة للأسواق
ورغم أن الدولار ما زال يحظى بثقة الأسواق كعملة احتياطية دولية، إلا أن التحولات الاقتصادية العالمية قد تفرض واقعًا جديدًا خلال الأشهر المقبلة، ما يتطلب يقظة أكبر من قبل المستثمرين وصناع القرار المالي، في مواجهة تحديات نقدية وتجارية غير مسبوقة.
وعودة لما افتتحنا به المقال فان اغلب من يدير الأعمال التجارية لديهم المجسات الاستثمارية بالتأني لحين استقرار الدولار وخصوصا بعد أن طرحت فكرة عملة البريكس وهي عملة لم تصدر لغاية الان وعلى طاولة نقاشات كل من
البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا
وقد توسعت في 2024 لتشمل أيضًا:
مصر، السعودية، الإمارات، إيران، وإثيوبيا وغيرها. لذلك فاغلب التجارة العالمية الان تمر بمرحلة ترقب صدمة هبوط حاد او هبوط جزئي لقيمة الدولار مما يجعل الجميع في وضع الحذر الترقب .
□ مهندس استشاري