بين مطرقة ترمب وسندان اللادولة
عبد الجبار الجبوري
منذ سنوات ،يعاني العراق ،من السلاح المنفلت ،والدكات العشائرية الخارجة عن القانون،وهناك عشرات الامثلة، التي حصلت تؤكد أن السلاح المنفلت،هو من يسيطر على الحكومات المتعاقبة ،والدكات العشائرية ،التي اصبحت ظاهرة في وسط وجنوب العراق،وأصبح السلاح المنفلت هو المتحكّم بالحكومات ،لما يمتلكه من سلاح ،لايمتلكه حتى الجيش العراقي،وتدعمه دول إقليمية ، بكل أنواع الدعم التسليحي ،من صواريخ وطائرات مسيرة وتمويل وغيرها،والهدف من دعمها هذا ،هو لإبقاء الهراق في حالة صراع وإحتراب داخلي طائفي، وضعيف في قوته العسكرية،ولإبعاد المعركة مع إسرائيل وأمريكا عن أرضه، وحصرها في العراق فقط،والعراق يعيش أسوأ فترات الحكم الآن، بفعل سطوة هذا السلاح المنفلت وسوء الخدمات ووالفساد التاريخي وصعود مستوى الطائفية كما لم يشهدها العراق بتاريخل الطويل،وآخرماقام به هذا السلاح هو هجومه على دائرة الزراعة ببغداد، لخلافات حول المناصب والنفوذ والاستحواذ على اكبر قدر من الاراضي لتمويل عناصره وفصيله،وقبلها كانت هناك دكات عشارية في البصرة وميسان والنجف، وكان للسلاح المنفلت للاحزاب التي تدير السلطة ،هو من يقود هذه الدكات بإسم العشائر،وفي هذا الجو المنفلت أمنياً ،تجيء رسالة إدارة الرئيس ترمب بصوت وزير خارجيته ماربيو ، مباشرة،والتي يؤكد فيها على ملفات يجب حسمها ، قبل المواجهة مع العراق، عن طريق العقوبات النفطية والاقتصادية والتحكم بالدولار،فرسالة امريكا تعدّ الاخيرة،ولكنها جدية وشديدة اللهجة،قامت بتبليغها الحارجية الامريكية للسوداني مباشرة، والتي تؤكد على ملفات ترفضها الفصائل كما يرفضها الاطار التنسيقي،ومنها حل الحشد ونزع سلاح الفصائل الولائية،وفي هذا الجو العراقي الملتهب سياسياً،بعد تبلغيات وزير خارجية ترمب، يدخل على الخط قاءاني قائد فيلق القدس في زيارة سرية العراق، ويجتمع مع قادة الاطار التنسيقي، وقادة الفصائل الولائية،ويبلغهم تعليمات المرشد الايراني الاعلى، وهي الخطة (ب)، والتي تهدف الى زعزعة امن العراق واعلان الانقلاب العسكري على حكومة السوداني ، واستلام السلطة بنفوذ ايراني مباشر وابعاد الجيش والشرطة عن التحكم بامن العراق،وبمعنى ابعاد الجيش والشرطة ، والبديل هو الحشد الشعبي في حماية امن العراق، تماماً كما هو الحال مع الحرس الثوري الايراني، اي التحول الى حكم ولاية الفقيه،هذه هي خطة المرشد الايراني التي ابلغها قاءاني للسوداني والاطار التنسيقي وقادة الفصائل المسلحة،بمعنى هناك سيناريو مقابل السيناريو الامريكي،يجري تطبيقه في العراق،لهدفين اساسيين هما ابعاد الحرب على ايران واشغال العراق بحرب اهلية ، تتدخل ادارة ترمب فيها لايقاف الحرب الاهلية التي تعول عليها ايران، لايجاد تبريرات للتدخل وحماية الحكم الولائي في بغداد، وعمل المستحيل لتغيير نظام الحكم الى (السنّة)، كما تريد ادارة الرئيس ترمب،فلمن ستكون الغلبة، والصراع محتدم الان بين واشنطن وطهران،ولقراءة المشهد هذا، نرى الصراع يتصاعد بين الاكراد وبغداد حول النفط والرواتب، وبين القيادات السنية والاطار التنسيقي،حول من يسيطر على النفوذ في المحافظات الغربية المحررة، وكيفية اصرار الاحزاب الولائية على بسط نفوذها وهيمنتها على هذه المحافظات بالترغيب والترهيب، وشراء الذمم وهدر الترليونات على مرشحي الاحزاب الايرانية في هذه المحافظات بغية السيطرة عليها باية طريقة،وقد نجحت ايما نجاح في استمالة البعض من شيوخ العشائر المؤثرة، بالمال والسلاح، تماما كما فعلت في الوسط والجنوب،وما زيارات قادة الاطار للمحافظات تات تأكيد لما نقول، فالانتخابات على الابواب، وهذه فرصة الاطار التنسيقي واحزاب وايران الاخيرة، في كسب ود المدن الغربية،والسيطرة على مقاعد مجلس النواب ومجالس المحافظات، بفوز نواب تابعين خاضعين للاحزاب،بعد ان اغرقتهم بالمناصب والاموال والمشاريع،وتزويدهم بالسلاح وانشاء افواج حشد شعبي لهم،لتضمن وؤاءهم لها وخضوعهم لقرارها في مجلس النواب والمحافظات وهكذا سيطر الاطار علىالمحافظات، بطريقة الترغيب والترهيب،اما من بقي خارج عباءة ايران والاحزاب الولائية ، فهم قلة غيرمؤثرة في القرار السياسي وهذا ماتريده وتعمل عليه ايران، فيما تحاول امريكا العكس تماما، هوتحجيم النفوذ الايراني ،وانهاؤه تماما في العراق، وحل حشده الشعبي ونزع سلاح فصائله التي تخضع لقرار الولي الفقيه الايران لا لقرار حكومة السوداني،وهذ لايروق لادارة ترمب ، فجاءت رسالة ترمب والبيت الابيض للسوادني لتؤكد ان السوداني امام فرصة اخيرةهو والاطار،وعليه معالجة الاوضاع سريعا قبل ان توجه امريكا واسرائيل صواريخها الى مقرات ومعسكرات الفصائل وتغتال زعماء الفصائل ومن يدعمهم من زعماء الاطار، وهم ضمن اهداف البنك الاسرائيلي والامريكي،وقد لاتطول المدة والانذار الذي الذي ابلغه روبيو للسوداني واقصاه النتهاء من ايام عاشوراء،والاربعينية،وبعدها لات ساعة مندم،فجميع الخيارات مفتوحة لمهركة قد تطول ولكنها بكل تاكيد محسومة النتائج لمن يمتلك التفوق التكنولوجي والمعلوماتي والصواريخ الموجهة ليزريا ، وحسب بند الاهداف،وقد عزز هذا الاصرار علىالمواجهة والحرب ، هوقيام السلاح المنفلت بقثف حقول نفط في كردستان تشرف عليها شركات امريكية، وهذا ما جعل ادارة الرئيس ترمب متيقنة ان الحل لن يكون دبلوماسيا كما تريد، ولكن الحل العسكري هو الذي سيفرض نفسه امام اصرار السلاح المنفلت على المواجهة مع امريكا وفشل الاطار التنسيقي وحكوممة السوداني من كبح جماح الفصائل والسلاح المنفلت الذي يقصف حقول نفط استراتيجية تابعة لامريكا في كردستان العراق، وحقول الغاز في بيجي والانبار وغيرها، إذا وازاء هذا المشهد الملتبس والضبابي، فأن المواجهة شبه حتمية بين اسرائيل وامريكا والفصائل وايران في العراق وحسب خطة قاءاني ، فمن سيدفع الثمن ،اقول لن يدفع الثمن سوى الشعب العراقي، اذ سيهرب السلاح المنفلت الى ايران، بعد اغتيالات لشخصيات كبيرة موجودة اسماءها في بنك امريكي ، وسيدفع العراق ثمن تهور السلاح الخارج عن القانون،ويدخل العراق في النفق الاظلم،فهل يتعظ الإطار وقادته ،بما جرى للبنان والحوثي والاسد، أم سيركبهم العناد،وتدفعهم ايران نحو مجهول لايخرجون منه،أجزم ان المجهول سينتظرهم ،إذ ما اصروا على عنادهم وعدم سماعهم لمنطق الحكمة والعقل، والانحناء لعاصفة ترمب ،رغم قساوتها ورياحها الهوجاء،ولكن هي أفضل من مواجهتها ،ودفع ثمن المواجهة ثمنا باهضا جدا لكل العراقيين،انه الانتحار بعينه،مالم تخضع حكومة السوداني وأحزاب الاطار لشروط ترمب، للخلاص من حرب خاسرة وغير متكافئة، تدفع بها ايران فصائلها واذرعها لأجندتها ومشروعها الذي فشل في حربها الاخيرة مع اسرائيل وامريكا، وغاب الهلال الشيعي الايراني الى الابد،وللحفاظ على برانامجها النووي والافلات من حرب مدمرة ،هي المقصودة فيها وليس الفصائل الولائية ، والاشهر القليلة ستكون حاسمة في تقرير مصير المنطقة كلها ، سواء بالحرب على ايران وإكمال تدمير برنامجها النووي ،أو انهاء نفوذها الى الابد في المنطقة وقصقصة اجنحتها.، فهي قرارات امريكية واسرائيلية واوروبية، لارجعة عنها،وإعادة العراق من عراق اللادولة الى عراق الدولة .. ...!!!!