حماس تسعى لتقديم نفسها ممثل وحيد للقطاع أمام الغرب
التعاون الإسلامي يحيي الذكرى 77 للنكبة الفلسطينية
غزة - لارا احمد
أقامت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، مناسبة إحياء الذكرى الـ 77 للنكبة الفلسطينية تحت عنوان: «فلسطين الأرض والشعب والهوية» بالتعاون مع اتحاد وكالات دول منظمة التعاون الإسلامي، «أونا» في مقرها بجدة، اليوم الخميس، 15 مايو 2025.
وحضر الحفل أصحاب السعادة مندوبو الدول الأعضاء والقناصل العامون، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وعدد من أفراد الجالية الفلسطينية في جدة، بالمملكة العربية السعودية، وممثلون عن الأمانة العامة للمنظمة، حيث استمع الحضور لكلمة معالي الأمين العام للمنظمة، السيد حسين إبراهيم طه، والتي ألقاها نيابة عنه، السفير سمير بكر ذياب، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس الشريف.
ضمير انساني
وقال الأمين العام في كلمته إن النكبة الفلسطينية تجسد علامة قاتمة في الضمير الإنساني وشاهدا على غياب العدالة الدولية والعجز عن إنصاف المظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني الذين ما زالوا يرزحون تحت نير الاحتلال الغاشم ويكابدون أشد المعاناة الإنسانية والتشريد وإنكار وجودهم وحقوقهم المشروعة.
وأعربت كلمة الأمين العام عن التقدير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، (الأونروا)، التي تواجه استهدافا ممنهجا من قبل الاحتلال الاسرائيلي لما تمثله من بصيص أمل يضيء في ظلام النكبة المستمرة.
وأشار السفير بكر ذياب في كلمة الأمين العام إلى أن فصول النكبة تتوالى تداعياتها من خلال جرائم التدمير والتهجير القسري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، والتي أدت منذ 7 اكتوبر 2023 إلى استشهاد وجرح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، دون أي رادع سياسي أو قانوني أو إنساني.
وألقى المندوب الدائم لدولة فلسطين، سعادة السفير هادي شبلي كلمة المندوبية والتي أعرب فيها عن تقديره للأمانة العامة للمنظمة وأجهزتها المختلفة في مواقفها في الدفاع عن القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن إقامة هذا الحدث في الأمانة العامة يؤكد أن القضية الفلسطينية تمثل قضية مركزية للمنظمة.
بدوره، خاطب القنصل العام لدولة فلسطين في جدة، سعادة السفير محمود الأسدي، الحضور مشيرا إلى أن حرب الاحتلال والعدوان المستمر لا يستهدف الأرض فقط، بل والوجود الفلسطيني بغية إحلال المستعمرين الغرباء بدل الفلسطينيين، مؤكدا أن ذلك مخطط قديم – جديد ضمن سياسة الاحتلال.
الى ذلك تسعى حركة حماس في الآونة الأخيرة إلى إعادة صياغة موقعها السياسي على الساحة الدولية، من خلال محاولات التقارب مع الولايات المتحدة وتقديم نفسها كممثل شرعي ووحيد لقطاع غزة. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لتجاوز الأطر التقليدية مثل السلطة الفلسطينية ومصر، في محاولة لترسيخ حكم الحركة في غزة قبيل أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.
وبحسب مراقبين، فإن حماس تدرك أن المرحلة المقبلة قد تشهد ترتيبات سياسية جديدة في حال تم التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد، وتسعى لضمان بقائها طرفاً أساسياً في أي مفاوضات مستقبلية. ومن هذا المنطلق، تتحرك الحركة لتسويق نفسها كجهة قادرة على إدارة غزة والتحدث باسم سكانها، مستفيدة من الغياب النسبي للسلطة الفلسطينية عن المشهد الغزي وتراجع دور الوساطة التقليدية من بعض الدول العربية.
لكن هذه الاستراتيجية لا تخلو من المخاطر. إذ يحذر نقّاد من أن محاولة حماس لتكريس نفسها كصاحبة الشرعية الوحيدة في غزة قد تؤدي إلى مزيد من العزلة السياسية والاقتصادية للقطاع، خصوصاً في ظل رفض بعض الدول الغربية للتعامل معها.كما أن تجاوز دور السلطة الفلسطينية قد يفاقم من حالة الانقسام السياسي الفلسطيني ويضعف أي جهد نحو المصالحة الوطنية.
وعلاوة على ذلك، تُثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التحركات تأخذ في الاعتبار احتياجات سكان غزة، الذين يعانون من أوضاع إنسانية واقتصادية قاسية منذ سنوات. ويخشى البعض من أن يكون الحفاظ على حكم الحركة هدفاً أهم من السعي لتحسين أوضاع المواطنين أو التوصل إلى حلول سياسية شاملة.
في نهاية المطاف، تبقى قدرة حماس على فرض نفسها كممثل وحيد لغزة مرهونة بموقف القوى الإقليمية والدولية، ومدى قدرتها على تقديم تنازلات سياسية حقيقية تعكس اهتماماً بمصالح الشعب الفلسطيني، وليس فقط بتثبيت نفوذها الســـياسي.