الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
القرَار الصَّعْب فِي الزَّمن الصَّعْب

بواسطة azzaman

القرَار الصَّعْب فِي الزَّمن الصَّعْب

محمد خضير الانباري

 

عندما تعتلي المنصبَ التنفيذيَ الأول في المسؤولية، تذكرَ أنكَ أميرُ المؤمنين عليهم،  وبرقبتك من الرعيتة، أنْ أصبتَ في عملك، فأجركُ، مردودا إلى اللهِ سبحانهُ وتعالى، وأنْ أخطأت، وأنصت، للقيلِ والقال، وأصحابَ المصالح، من ذوي الآراءِ المغايرةِ للمنطقِ والواقع، التي، لا تشبعُ جائعا ولا تكسينْ فقيرا. ترتكب ذنبا لا يغفرُ اللهُ  لكَ في الدنيا ولا في الآخرة. وأثق بنفسك ، وتحمل ما توجهه من الغير ، بعدُ التوكلِ على الله ، كل وسائل: الطعن، التسقيط،  والقذف. تحلى بالشجاعةِ والحكمة، فأنتَ المنتصر، منْ أجلِ أداءِ الأمانةِ، بشكلها، الذي يرضي اللهُ وعبدهُ . بصمتكَ تقتل الأعداء، كما ، قالَ سقراط: “ ليستْ كلُ المعاركِ تستحقُ خوضها، ولا كلَ النقاشاتِ، تكسبُ بالردِ ، فالصراخِ، لا يدلُ على قوةِ الحجة، بل، على فراغها، والحكمة، غالبا، ما تختارُ الصمتَ، لا عجزا، بلْ سموا، حينُ يختزلُ الآخرونَ الحوارَ إلى إهاناتٍ وضوضاء، فأقوى ردا هوَ أنْ تترفعَ «.

حذارِي حذاري؛ منْ ذوي الوجوهِ الصفراء، الساعين لغايتهمْ الدنيوية، الناقصين في شخصيتهم، من أصحاب السوابق القضائيةَ في سجلاتِ الأدلةِ الجنائيةِ، ومن ذوات السير الذاتية الصفراء، من المتظاهرين بغطاء الوطنيةِ ، الذين يتخذونَ طريق (خالفَ تعرف) مسلكاً لهم، من رواد التمثيلِ الفلسفي، ومدمني دموعَ التماسيح، أمامَ الجمهور، وبعض الفقراءُ والجهلة، الذينَ ينصتونَ لهمْ أحيانا، بسببَ لقمةِ العيش، أوْ المطبلينَ، من الذينَ يريدونَ الصعودُ على ظهورهمْ ، للوصولِ إلى غايتهمْ السيئة. عدا شرفاءُ القوم، الصادقينَ في طرحهم، ونقاشهم- لهم كل التقدير والاحترام- منْ أصحابِ الاختصاص، والشيبة الكريمةِ، والعقلِ النير، من محبي وطنهم، وهدف نقاشهم، المحافظة على وطنهم ، لا مطلب آخر لهم . فليكونوا في حمايةِ الرب. يا أيها الأمير: حتى لوْ اتهمتْ بأنكَ منْ الطغاة، وأنت على حق وثقة بنفسك، فتذكرَ، قوله تعالى، ( وأكثرهم للحق لكارهون)، وقولُ الفيلسوفِ الرومانيِ موسونيوسْ روفوس: “ كثيرون، ينتقدونَ الطغاة، وهمْ في الواقعِ أسوأَ بكثيرٍ منهم، لديهمْ نفسُ الميول، ولكنهمْ يفتقرونَ إلى الفرصِ     إنَ منْ يتخذُ القرارُ الصعب في الزمنِ الصعب،  ويعمل بشرف لشعبه، فهومُ من عظامِ القوم. نعم المبادئ؛ مقدسةً ، ولكن، تنفيذها، في غير زمانها ومكانها المحددين، ، تدمرَ الشعوب، وأنَ استعملتْ بدونْ حكمة، وفي غيرِ محلها. أما المصالح؛ وللأسف، في الزمنِ الصعبِ، فهي العامة والسائدة، لبناءِ الأممِ ، وإشباعٍ جياعها، رغمَ مرارتها. استشرْ قبل القدوم على عمل كبير، تخشى، ردود فعله، من ذوي العلمِ والفقهِ والمعرفة، لا تلتفُ مطلقا إلى الخلف، لترى مرتدي الأقنعةِ الزائفة. يطبلون ويقلبون الحقائق. وتذكرَ دائما؛ عندَ العزم، الآيتانِ الكريمتانِ في سورةِ الشورى “ وأمرهمْ شورى بينهمْ “، “ وشاورهمْ في الأمرِ “. صدق الله العظيم .

 

 


مشاهدات 49
الكاتب محمد خضير الانباري
أضيف 2025/08/03 - 3:13 PM
آخر تحديث 2025/08/04 - 3:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 102 الشهر 2280 الكلي 11277366
الوقت الآن
الإثنين 2025/8/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير