الجهود الدولية لمكافحة الإجرام السيبراني
أكرم عبدالرزاق المشهداني
استشاري امني وقانوني
التعاون الدولي في مجال مكافحة الجريمة السبرانية يأخذ مظهرين:
الأول يتعلق بضرورة التعاون في إنفاذ القانون لملاحقة ومتابعة ومعاقبة المجرمين بعد ارتكاب الجريمة والتي هي اختصاصات قضائية متعددة ذات نظم قانونية مختلفة، ويتمثل في التعاون القضائي.
أما المظهر الثاني من مظاهر التعاون الدولي في مجال مكافحة الإجرام السبراني فهو التعاون الفنــي إذ لا يقتصر هذا التعاون الدولي على المساعدة القضائية المتبادلة فحسب، وإنما يشمل كذلك المساعدة التقنية وتبادل الخبرات بين الدول.
يعتير الإجرام السيبراني تحديًا عالميًا متزايدًا في ظل التطور السريع للتكنولوجيا والانتشار الواسع للإنترنت. يواجه العالم تهديدات جديدة تشمل الاختراقات الإلكترونية، الاحتيال عبر الإنترنت، والهجمات على البنية التحتية الرقمية. ولذلك، ظهرت الحاجة ماسة إلى جهود دولية للتصدي لهذه الجرائم وحماية الأفراد والمؤسسات والدول.
تشكل الجرائم السيبرانية تهديدًا للأمن القومي، الاقتصادي، والاجتماعي لجميع الدول. يمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية ضخمة، تعطيل الخدمات الأساسية، وانتهاك خصوصية الأفراد. كما أن الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الطاقة، أنظمة النقل، والمؤسسات الصحية، قد تكون لها آثار كارثية.
تعتبر اتفاقية بودابست لمكافحة الجرائم السيبرانية، التي تم توقيعها في عام 2001. احد الأمثلة البارزة على التعاون الدولي لمكافحة الإجرام السيبراني حيث تعد هذه الاتفاقية أول وثيقة دولية تحدد إطارًا قانونيًا للتعامل مع الجرائم السيبرانية وتنسيق الجهود بين الدول الأعضاء.
مبادرات الأمم المتحدة
تلعب الأمم المتحدة دوراً محورياً في تعزيز التعاون الدولي. تقدم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) دعمًا للدول في صياغة التشريعات الوطنية المتوافقة مع المعايير الدولية، بالإضافة إلى توفير التدريب والمساعدة التقنية.
التعاون الإقليمي
تعمل مجموعات إقليمية مثل الاتحاد الأوروبي، منظمة الدول الأمريكية، وآسيان على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء من خلال وضع سياسات مشتركة، تبادل المعلومات، وتنظيم تدريبات مشتركة لمكافحة الإجرام السيبراني.
استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي في كشف الأنماط المريبة وتحليل السلوكيات المشبوهة على الإنترنت. يمكن لهذه التقنيات تحديد التهديدات في مراحلها الأولى ومنع وقوعها.
حيث تساعد تقنية (البلوك تشين) في تسجيل المعاملات بشكل آمن وغير قابل للتغيير، مما يقلل من فرص التلاعب والاحتيال. كما يُعد التشفير أحد الأدوات الأساسية لحماية البيانات الحساسة من الوصول غير المصرح به، ويقلل من خطر السرقة السيبرانية.
رغم التقدم الكبير في مجال مكافحة الإجرام السيبراني، هناك تحديات كبيرة، منها: