الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الجهود الدولية لمكافحة الإجرام السيبراني

بواسطة azzaman

 الجهود الدولية لمكافحة الإجرام السيبراني

أكرم عبدالرزاق المشهداني

استشاري امني وقانوني

 

التعاون الدولي في مجال مكافحة الجريمة السبرانية يأخذ مظهرين:

الأول يتعلق بضرورة التعاون في إنفاذ القانون لملاحقة ومتابعة ومعاقبة المجرمين بعد ارتكاب الجريمة والتي هي اختصاصات قضائية متعددة ذات نظم قانونية مختلفة، ويتمثل في التعاون القضائي.

أما المظهر الثاني من مظاهر التعاون الدولي في مجال مكافحة الإجرام السبراني فهو التعاون الفنــي إذ لا يقتصر هذا التعاون الدولي على المساعدة القضائية المتبادلة فحسب، وإنما يشمل كذلك المساعدة التقنية وتبادل الخبرات بين الدول.

المساعي العالمية لحماية الفضاء الرقمي

       يعتير الإجرام السيبراني تحديًا عالميًا متزايدًا في ظل التطور السريع للتكنولوجيا والانتشار الواسع للإنترنت. يواجه العالم تهديدات جديدة تشمل الاختراقات الإلكترونية، الاحتيال عبر الإنترنت، والهجمات على البنية التحتية الرقمية. ولذلك، ظهرت الحاجة ماسة إلى جهود دولية للتصدي لهذه الجرائم وحماية الأفراد والمؤسسات والدول.

أهمية مكافحة الإجرام السيبراني

            تشكل الجرائم السيبرانية تهديدًا للأمن القومي، الاقتصادي، والاجتماعي لجميع الدول. يمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية ضخمة، تعطيل الخدمات الأساسية، وانتهاك خصوصية الأفراد. كما أن الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الطاقة، أنظمة النقل، والمؤسسات الصحية، قد تكون لها آثار كارثية.

التعاون الدولي من خلال الاتفاقيات الدولية

        تعتبر اتفاقية بودابست لمكافحة الجرائم السيبرانية، التي تم توقيعها في عام 2001. احد الأمثلة البارزة على التعاون الدولي لمكافحة الإجرام السيبراني حيث تعد هذه الاتفاقية أول وثيقة دولية تحدد إطارًا قانونيًا للتعامل مع الجرائم السيبرانية وتنسيق الجهود بين الدول الأعضاء.

مبادرات الأمم المتحدة

            تلعب الأمم المتحدة دوراً محورياً في تعزيز التعاون الدولي. تقدم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) دعمًا للدول في صياغة التشريعات الوطنية المتوافقة مع المعايير الدولية، بالإضافة إلى توفير التدريب والمساعدة التقنية.

التعاون الإقليمي

           تعمل مجموعات إقليمية مثل الاتحاد الأوروبي، منظمة الدول الأمريكية، وآسيان على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء من خلال وضع سياسات مشتركة، تبادل المعلومات، وتنظيم تدريبات مشتركة لمكافحة الإجرام السيبراني.

التقنيات الحديثة في مكافحة الإجرام السيبراني

استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي في كشف الأنماط المريبة وتحليل السلوكيات المشبوهة على الإنترنت. يمكن لهذه التقنيات تحديد التهديدات في مراحلها الأولى ومنع وقوعها.

حيث تساعد تقنية (البلوك تشين) في تسجيل المعاملات بشكل آمن وغير قابل للتغيير، مما يقلل من فرص التلاعب والاحتيال. كما يُعد التشفير أحد الأدوات الأساسية لحماية البيانات الحساسة من الوصول غير المصرح به، ويقلل من خطر السرقة السيبرانية.

التحديات التي تواجه الجهود الدولية

رغم التقدم الكبير في مجال مكافحة الإجرام السيبراني، هناك تحديات كبيرة، منها:

  1.  صعوبة تتبع الجرائم السيبرانية بسبب طبيعتها العابرة للحدود.
  2. عدم وجود تشريعات موحدة بين الدول.
  3. نقص الموارد البشرية والتقنية في بعض الدول.

           واخيرا نؤكد ان مكافحة الإجرام السيبراني تتطلب تعاونًا دوليًا مستمرًا ومبتكرًا. من الضروري أن تستمر الدول والمنظمات الدولية في تبادل المعرفة والخبرات، وتطوير تقنيات جديدة للتصدي لهذه الجرائم. إن تعزيز التعاون العالمي في هذا المجال ليس فقط واجبًا أخلاقيًا ولكنه أيضًا ضرورة لضمان أمن واستقرار العالم الرقمي.

 

  


مشاهدات 92
الكاتب أكرم عبدالرزاق المشهداني
أضيف 2025/06/28 - 1:19 AM
آخر تحديث 2025/06/28 - 6:20 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 163 الشهر 17190 الكلي 11151844
الوقت الآن
السبت 2025/6/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير