الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحسان مرآة الإنجاز العراقي في المحافل الدولية

بواسطة azzaman

الحسان مرآة الإنجاز العراقي في المحافل الدولية

علي حسين الكعبي

 

في كلمة اتسمت بالرصانة والعمق، ألقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس بعثة يونامي محمد الحسان ، إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، مستعرضًا آخر التطورات في العراق بلغة جمعت بين الصراحة الدبلوماسية والاحترام الكامل لسيادة العراق وتضحيات شعبه.

لقد جسدت كلمة الدكتور الحسان مرآة واقعية لإنجازات الدولة العراقية، وأظهرت حجم التقدم الذي أحرزته البلاد رغم التحديات المعقدة. فمن الدعم الإنساني الذي قدمته الحكومة العراقية للشعوب المنكوبة في غزة ولبنان، إلى مساهمتها في دعم جهود السلام الإقليمي، مرورًا بالتحضيرات المتقدمة للانتخابات النيابية المقبلة – كانت الكلمة بمثابة شهادة دولية على أن العراق يسير في اتجاه الاستقرار، وينفض غبار الحروب والأزمات.

الحسان، الذي عُرف بنهجه المتوازن وموقفه الحازم في احترام إرادة العراقيين، أشاد بوضوح بعمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وأكد أن يونامي ستواصل دعمها الفني لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة. كما لم يغفل الإشارة إلى التحديات، لكنه ركز على القدرات والإرادة الوطنية، مشددًا على أن “العراق قادر على المضي قدمًا بثقة نحو المستقبل”.

وفي جانب ملف النازحين، كانت كلمة الحسان عاطفية وإنسانية إلى حد بعيد، حين تحدث عن الأيزيديين وحقوقهم، مؤكدًا أن معاناتهم لا تزال جرحًا مفتوحًا في ضمير العالم، ومطالبًا بإنصافهم وإعادة إدماجهم بكرامة وعدالة. هذا الموقف الصريح والنبيل لاقى ترحيبًا واسعًا من العراقيين، خصوصًا أنه جاء بلغة خالية من الوصاية، وأقرب إلى خطاب الحليف لا المراقب.

أما في الشأن الإقليمي، فقد دعا الحسان إلى الاستمرار في الحوار بين بغداد وأربيل، ومعالجة الملفات العالقة بروح الشراكة، وليس التنازع.

لجان فنية

كما تناول بوضوح العلاقة مع الكويت، ورحّب باستئناف عمل اللجان الفنية المشتركة، في خطوة تهدف إلى تسوية الخلافات المتبقية بطريقة قانونية وسلمية، تحترم السيادة وتكرّس حسن الجوار.

إن من يتابع أداء الحسان يدرك أنه يمثل نقلة نوعية في علاقة العراق بالأمم المتحدة. فهو ليس مجرد موظف دولي، بل صوت عاقل وواقعي يدافع عن العراق في أروقة السياسة الدولية، وينقل صورته الحقيقية، دون تهويل أو تجميل. وقد تميزت كلمته الأخيرة بعمق الرؤية ودقة التعبير، مقدّماً إحاطة لا تكتفي بسرد الوقائع، بل تصنع التقدير والثقة.

واليوم، ومع بدء المرحلة الانتقالية نحو تقليص بعثة يونامي، يترك الحسان إرثًا يحترمه العراقيون، ليس فقط لأنه عبّر عنهم بلغة مخلصة، بل لأنه جسّد خلال فترة عمله نموذجًا جديدًا للعلاقة مع العراق قائمًا على الدعم والشراكة والاحترام.

إن ما ورد في هذه الكلمة لا ينبغي أن يُنسى أو يمر مرور الكرام. فهي وثيقة دولية تُسجّل لصالح العراق، وتعكس أمام العالم أن بلدًا جريحًا قديمًا، قادر على النهوض، حين تتوفر الإرادة، وتُبذل الجهود كما تفعلها اليوم الحكومة العراقية بمسؤولية واضحة واستراتيجية ناضجة.

كما ان الحسان بالقضاء العراقي تُعد محل تقدير عالٍ من قبل الأوساط الرسمية والشعبية، كونها تأتي من جهة دولية رفيعة وتعبّر عن احترام المجتمع الدولي للمؤسسة القضائية في العراق. هذا التقدير يعكس صورة إيجابية عن مسار العدالة في البلاد، ويُعد دعماً معنوياً يعزز من مكانة القضاء ويشجع على مواصلة دوره في ترسيخ سيادة القانون.

ختامًا، فإن  الحسان لم يكن مجرد ممثل أممي، بل صديق للعراق، وناقل أمين لصوته، ومرآة لإنجازه في المحافل الدولية.

   


مشاهدات 67
الكاتب علي حسين الكعبي
أضيف 2025/06/14 - 12:51 AM
آخر تحديث 2025/06/14 - 10:30 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 63 الشهر 9504 الكلي 11144158
الوقت الآن
الأحد 2025/6/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير