إيران تتّهم مجموعة السبع بالإنحياز في أعقاب دعوات لخفض التصعيد
مخاوف الإشعاع تفرض على العراق الإستنفار ودول تجدّد إدانة إسرائيل
بغداد - قصي منذر
أعلن العراق حالة الاستنفار، رافعاً جاهزيته القصوى لمواجهة أي تهديد إشعاعي محتمل قد يتسلل عبر الحدود، في ظل التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران، وسط تعبئة لقدراته الفنية والرقابية وتفعيل خطط الطوارئ الوطنية والإقليمية. وقال مدير الوقاية والإشعاع في الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية صباح الحسيني أمس إنه (في ظل الظروف الراهنة وما تشهده من أحداث بين إيران والكيان الصهيوني، تواصل الهيئة متابعة الموقف من خلال شبكة الإنذار المبكر المنتشرة في أنحاء العراق، وهي شبكة حديثة وفعالة)، وأضاف إن (المنافذ الحدودية تتم مراقبتها باستخدام بوابات الفحص الإشعاعي، حيث تقرأ الخلفيات الإشعاعية وتُرسل مباشرة إلى المحطات المركزية في مكاتب الهيئة)، ومضى إلى القول إن (رئيس الهيئة ترأس غرفة الطوارئ الوطنية، التي تضم ممثلين من كافة الجهات المعنية)، مؤكداً إن (العمل في هذه المرحلة ينقسم إلى الرصد والاستجابة، فالعراق يمتلك منظومات حديثة قادرة على رصد وتشخيص أي ارتفاع في الخلفية الإشعاعية، وحتى الآن، ومع الضربات التي استهدفت منشآت داخل إيران، لم يسجل أي خلل أو زيادة في النشاط الإشعاعي على الأراضي العراقية)، مضيفنا (في ما يخص الاستجابة، فهناك خطة وطنية مفعلة للتصدي لحالات الطوارئ، وغرفة الطوارئ في حالة انعقاد مفتوح كل يوم سبت، ويتم تفعيل الخطط الوطنية فور وقوع أي حادث محتمل)، ولفت إلى إن (هناك خطة إقليمية أيضًا لمواجهة الطوارئ، يشارك فيها العراق إلى جانب عدد من الدول العربية، وتم اعتمادها ضمن خطة الأزمات والحوادث في جامعة الدول العربية، وأقرت كذلك من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أيلول 2024)، ومضى إلى القول إن (الوضع حتى الآن آمن، ولا توجد أي مؤشرات على خطورة إشعاعية ناتجة عن الأحداث الجارية). ودانت 20 دولة عربية وإسلامية بينها العراق، الهجمات الإسرائيلية على المنشآت الإيرانية، ورفضت أي انتهاك للقانون الدولي وسيادة الدول. وقال وزارة الخارجية العراقية في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (الدول أعربت عن قلقها من التصعيد الخطير وتأثيره على أمن واستقرار المنطقة)، وأضاف البيان إن (الدول شددت على وقف الأعمال العدائية وبدء حوار دبلوماسي شامل، وكذلك عدم استهداف المنشآت النووية واحترام حرية الملاحة الدولية، كون الحل يكمن في المفاوضات والوسائل السلمية فقط). وعقد مجلس النواب، جلسة تداولية لمناقشة العدوان الصهيوني على إيران وانتهاك السيادة العراقية. وأوضح بيان تلقته (الزمان) أمس إن (البرلمان عقد جلسة تداولية لمناقشة العدوان الصهيوني على ايران وانتهاك السيادة العراقية). واتهمت إيران، مجموعة السبع بالانحياز، منتقدة عدم تنديدها بالضربات الإسرائيلية على طهران، لكنها دعت برغم ذلك إلى خفض التصعيد. وكتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على منصة إكس إن (على مجموعة السبع التخلي عن خطابها الأحادي ومعالجة المصدر الحقيقي للتصعيد)، مضيفا إن (إيران تدافع عن نفسها بوجه اعتداء وحشي). ودعا قادة مجموعة السبع، في وقت سابق، إلى خفض التصعيد في النزاع بين إسرائيل وإيران والشرق الأوسط عموماً. وغادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القمة مبكراً، نافياً أن يكون سبب المغادرة العمل على وقف إطلاق النار، ما عزز حالة عدم اليقين حول الموقف الأميركي من النزاع. وأشار ترامب إلى (إمكانية البحث عن اتفاق، لكنه طالب بإخلاء طهران فوراً). من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أهمية اتباع الحلول الدبلوماسية وتجنب التصعيد في التعامل مع إيران. وقال ماكرون خلال زيارته إلى كندا للمشاركة في قمة مجموعة السبع إن (السعي إلى تغيير النظام الإيراني بالقوة سيكون خطأً استراتيجياً)، مؤكداً (أهمية اتباع الحلول الدبلوماسية وتجنب التصعيد في التعامل مع إيران). وشنت إسرائيل غارات جوية، استهدفت مواقع عسكرية في طهران، وردت إيران بصواريخ وطائرات مسيرة استهدفت مواقع في تل أبيب وموساد، دون وقوع إصابات كبيرة. ويشهد التصعيد، مواجهات مستمرة منذ 13 حزيران الجاري، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى في الجانبين، وسط قلق دولي ودعوات للتهدئة.