في أكاذيبِ المُنَى
محمد يونس
أين أيّامُ طفولتي وشَبابي؟
هل يمكن أن يُعيدها بعد الذّهابِ؟
أفنيتُ بعضَ عُمري في أكاذيبِ المُنَى
منْ يُخلّصني يوم الشّدائدِ والنّوائِبِ؟
قبلَ عِشرينَ كنتُ شابًّا نشيطًا
كيفَ قضيتُها هلْ لي مِن الجوابِ؟
عاصَيتُك ياربّ لاتُحصى عددُها
كيف أقُوم عند الله؟ قُل لي حبيبِي
ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا كثيرًا
وفي الحقيقةِ كنتُ من الأعصابِ
خلَقني اللهُ في أسرةٍ مَيْمُونةٍ
من سُوءِ حظّي لا أفضَلُ من الأحبَابِ
ياربِّ ما أدّيتُ حقَّ اللهِ والعبادِ
كيفَ أكلِّمُ مع الله وقت العصيب؟
إلهي أنت حيٌّ قيُّومٌ وغفّارُ الذّنبِ
لا أعرفُ ماذا أفعلُ يومَ العتابِ؟
كيف أجيبُ سُؤالَ المُنكرِ والنَّكيرِ؟
لمّا تدفُنُ بعد موتي تحتَ التُّرابِ
كم بقِي عُمري؟ ما أدريْ حبيبي؟
كم تركتُ أوامرَ اللهِ في زمنِ الشَّبَابِ؟
كنتُ غريقَا في الدّنيا فنَادانِي النّذِيرُ
قد جاءَتْ رسالةُ التّقَاعُدِ مِن المَكتبِ
وقضيتُ أكثرَ عُمري في الحلمِ والنّومِ
ماذا أجُيبُ؟ لما سألَني مِن المُسْتَجُوبِ
اللهمّ آتِني حياةً طيّبةً ومُباركةً
وأكمِلْ خِاتِمَتيْ بالخيْرِ ولستُ مِن لَبِيبِ
اللهمّ سهّلْ لي أمُوري يومَ الزِّحامِ
وفِّقْنِي أن أجيبَ كُلّ السُؤالِ بالصَّوابِ
اللهمّ وفِّقْنِي مِراراً زيارةَ الحرمينِ
وارْزُقْنِي شفاعةَ حَبيبِك يومَ الحِسابِ
الأستاذ بقسم اللغة العربية والآداب
جامعة شيتاغونغ، بنغلاديش