الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لكل مرحلة توقف

بواسطة azzaman

لكل مرحلة توقف

قرار المسعود

 

ما يلاحظ في هذه الحقبة، أنه سرعان ما تسير الحياة عامة بتغيُرات من حيث المعاملة بين الافراد و المجتمعات و الأمم و حتى الدول في ما بينها بين خطاب و مخاطبة بسلوك و كيفية و مبادلات تُفَسِرُ في طياتها تراكم الأحداث و كثرة النسيان و إزدحام الأخبار و الإشاعات و التغاضي عن بِدَعٍ تغزو المجتمع و لا يبالى بها و كأنها موضة و تصرفات من افراد و مسؤولين بالدَناءة و الإنبطاح و تسليط أنماط مخالفة للعقل و العرف و المبدأ و العادات، كأنها سنة جديدة يُقتدى بها تُخْرجُ الإنسانية من الظلمات إلى النور.

نرى أشياء تحدث أمام الملأ و كأنهم في غيبوبة.  صم بكم ليس لهم عقل . فأصبح المشهد لا يميز بين الصالح و الطالح أم إلتزم الصمت نظرا لكثرة الأحداث النوائب المتراكبة فأثقل عليه الحمل و كأن العين ترى و لا تبصر؟. فغاب عن العقل التمييز و في حالات إنقلبت له الصورة و أصبح الخطأ هو الصواب و الصواب هو الخطأ. يقول عالمنا الحديث اليوم أنني تَطَوَرْتُ لرفاهية الإنسانية و وفرت كل ما تحتاجه من وسائل. فهل التكنولوجية جاءت لتطور الإنسانية  في هذا العصر أو ما هي إلا وسيلة مسكرة و مخدرة لبعض المجتمعات النامية بواسطة التواصل المسلط الذي يخفي برامج تُنفذ بسهولة و بعدم إنتباه للمغفلين؟.

في حقيقة الأمر المر،  الفئة المحرومة تزداد تعاسة على العموم، لأن هذا التطور جُعل لفئة معينة أي لأهل الحديقة لا لأهل الأدغال كما صرح به مسؤول العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي ذات يوم، و لم يكن للإنسان الذي هو أشرف مَنْ خلق في هذه الأرض،و لم يعطوه قدره لا مكانا ولا لونا ولا عقيدتا ولا مرتبة ولا علما. في إعتقادي هذا البرنامج المنكب بدون هوادة على الدول الخاضعة للغرب هو بمثابة السم القاتل الذي يقتل ببطئ و بدون شعور حسب فائدة الغير كما يصف المغني فهد بلان الحب. ولكن حتى السم له جزء إيجابي في هذه الحالة، فالخدر الإعلامي جعل العقل البشري يبقى في تصوري هو نواة تمييز الصواب أما القلب يصدأ كما يصدأ الحديد نظرا للضغط المسلط عليه لكن مع الوقت تأتي عواصف الصحوة لتزيل ذلك الصدأ فيسوده العقل و ينهظ و يتفاعل مع الحقيقة. فلذلك القهر يأبى الإستمرار و الدوام على وجه واحد و التغيير هو سنة الكون إلى الوقت المعلوم و المحسوم إلى الأجل المرسوم

يقال أن الحقائق تؤذي المشاعر فيظهر تصرف شرس يأكل الأخضر و اليابس إذا كانت هذه الصحوة مواتية للضربة القاضية يجب على المحضرين والمشجعين أن يجمعوا معدات أكثر كفيلة لتفكيك هذه الصخرة اللتي أتعبت الجميع من النبش فيها. على غرار ما هو موجود كقطب روسي- صيني يضاف له تفعيل أخر بالدعم و تحيين منظمة دول عدم الإنحياز كوزن في المعادلة مما يزيد في الثقل على الخصم و يجعل رغبة للدول الخارجة على هذا النطاق بالإنضمام بقناعة في المسعى و يسهل إنهيار و تفكيك القطب الأحادي، و يفتح باب الإنضمام في التكتل المتعدد بعدما كان أحادي و منحصر على دول الغرب فقط.

أعتقد أن الجميع فهم الدرس بعد إنتهاء الحرب الباردة و تفكيك الإتحاد السوفياتي و يوغسلافية و أخذت الدول الضعيفة تزداد تضررا و هوانا. فاليوم و قد حان وقت و فرصة التغيير الذي يتأمله و يتطلع له و يناشد به صباحا و مساء الأغلبية من سكان المعمورة. إن العداوة لا تنتهي و العدل لا يكون تاما و لكن التغيير من حال إلى حال مشروع و أزلي و مبادرة الخير من رجال الخير للإنسانية لا تنتهي و متوازنة و مقرونة مع التحول. يبقى حل المعادلة مطروحا أمام الجميع في الضفتين لأن سفينة الكون واحدة و لا تستطيع لأي قوة أن تعيش خارج هذا الإطار مهما كان سبيلها و علمها و قدرتها.                    

 

 


مشاهدات 114
الكاتب قرار المسعود
أضيف 2025/05/31 - 1:01 AM
آخر تحديث 2025/06/05 - 5:34 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 231 الشهر 4517 الكلي 11139171
الوقت الآن
الخميس 2025/6/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير