كلمات على ضفاف الحدث
أخطر ثلاث ظواهر تهدّد إرادات الشعوب الحرة
عبد اللـه عباس
اطلعت في الاونة الاخيرة على تقرير يشرح بالتفصيل انتشار ثلاثة ظواهر منتشرة على مستوى العالم بطريقة المافيا المنظمه و لكن دقيقة ونشطة بحيث تكون ردعه ومنعه من الامور الصعبة جدا لانها تمارس بشكل سري ويمكن ان تكون تحت عناوين المسموح والمنظم ويكسب من يعمل ضمن هذه الظواهر والتي تدعم من قوات منظمة تنظيما دقيقا ومن يعمل في اطار هذه الظواهر الثلاثة يربح بشكل لايمكن لاى عمل اخر مهما تكون خطرة ومربحة ان يكسب المال يجعلهم ضمن مطاف مليونرية العالم لهم القوة والسطوة على الاسواق و انواع مختلفة من العمل التجاري يخفي لهم حقيقة عدم شرعية مكاسبهم في الاسواق وكافة الامور التجارية .
وحدد التقرير ان اوسع ظاهرة بينهم مربح ومؤثر على القضايا السياسية الحساسة هي تجارة (التهريب و بيع و توزيع .....النفط) هذه الثروة الثمينة تعتبر في حياة بعض الشعوب والبلدان نعمة و للاخرين نقمة وبل بلاء لايجلب لاهل ارض ذلك البلد الا البؤس و الشقاء ‘ والظاهرة الثانية تجارة او تهريب وانتشارتعاطي المخدرات ‘وهو اخطر حيث يؤشر التقرير ان توسيع هذه الظاهرة يعتبر عامل مساعد وداعم للظاهرتين الاولى والثانيه حيث ان العامل المساعد يؤدي الى اخفاء التاثير المدمر للظاهرتين الاخيرتين امام مايسمى بالرأي العام وفتح الباب اوالطريق لتوعية الناس ودعوتهم للانتباه لما يحصل لهم من الالتاثيرات مضرة لحياتهم الانسانية .
ويؤشر التقرير الى الظاهره الثالثه انه من الممكن فقط بوجود الارادة الوطنية في البلدان الواقعه تحت التاثير المباشر للظاهرتين وهو محاربة ولو في حدها الادنى بالدعوه لوعي الناس و دعم الارادات الوطنية لمحاربتها ضمانا للمعنى الحقيقي لاستقلالية الارادة الوطنية وعليهم ان يكون واضح امامهم ان احد اهم هدف في نشاطات القوى الغربيه الشررية لتقوية مايسمونه بالنظام الدولى الجديد هو التشجيع المنظم لاستمرارتلك الظواهر الثلاثة التى تعتبر اخطر افرازاتها اضعاف روح الارادة الوطنية المستقلة بوجه المافيات الاخطر على الساحة الدولية :تهريب النفط وتشجيع توسيع انتشار المخدرات.
•تذكروا كاسترو : بالمناسبة اطلعت متاخرا ايضا مقال كتبه الرئيس الكوبى السابق والثورى العالمي اللامع في ستينات القرن الماضي (فيدل كاسترو) بعنوان (بدون عنف ومخدرات)، ورغم خلافنا العميق من الجانب الفكري مع الرجل ، من الواضح أنه كانَ ، (الحاكم) مستند على إرادة شعبية فيما يفهم هو وشعبه لضمان معنى الحرية التى ينشدونها ورفضه للعبة التبعية لإرادةٍ تفرض عليهم خارج خط حدود بلدِهم اصحابه الشرعين ولهم حق الاختيار، لذا حاصرهم ألامريكان ولحد هذا الوقت، يقدم في هذا المقال وبالآرقام أن هذا الحصار بدلاً من أن يؤدي إلى ظهور مجتمع (متفكك) يصطاد بسهولة من قبل أمريكا، ترى ان كوبا البلد الوحيد في أمريكا اللاتينية خاليه (من العنف والمخدرات فكان كذلك العراق لعام 2003) وهما ظاهرتين خطيرتين تعاني منها شعوب امريكا اللاتينية ، يشرح (كاسترو) الرئيس، والمواطن في كوبا الأن صورة أمريكا اللاتينية ويقول : (... 27 بالمئة من الذين يقضون ضحية العنف في العالم هم من أمريكا اللاتينية، مع أن عدد سكانها لا تصل نسبته إلى 9 بالمئة من عدد سكان المعمورة. خلال السنوات العشر الأخيرة قُتل مليون و200 ألف شخص في المنطقة نتيجة أعمال عنف.
استناداً لما ذكرته،المنظمة الإيبيرية-الأمريكية للشباب، فإن نصف الشباب الأمريكيين اللاتينيين البالغ عددهم أكثر من 100 مليون بين الخامسة عشرة والرابعة والعشرين من العمر لا يتمتعون بفرص العمل ولا بإمكانية الحصول عليها إضافة إلى أن واحداً من بين كل أربعة شبان أمريكيين لاتينيين لا يعمل ولا يتعلّم.
مسكن كريم
وحسب منظمة الأمم المتحدة فإن الفقر يوجد عندما لا يستطيع الأشخاص تلبية احتياجاتهم الأساسية للعيش بكرامة: الغذاء الكافي، المياه الصالحة للشرب، العيش في مسكن كريم، العناية الصحية الأساسية، التعليم الأساسي... البنك العالمي يصنّف هذا الفقر مضيفاً أن الشخص شديد الفقر هو من يعيش بدخل يدنو عن الدولار وربع الدولار في اليوم. وحسب التقرير الذي نشره كابجيميني وميريل لينش عن الثروة العالمية 2010، فإن ثروات الأمريكيين اللاتينيين الأغنياء قد زادت بنسبة 15 بالمئة خلال عام 2009.، وفي السنتين الأخيرتين بلغت ثروات الأمريكيين اللاتينيين الأغنياء من النمو أكثر مما بلغته في أي مكان آخر في العالم. يصل عددهم إلى 500 ألف ثري، حسب تقرير كابجيميني وميريل لينش. هكذا نصف مليون الآغنياء مقابل 190 مليون فقير !! فبينما هناك قلة تخزن الكثير، هناك كثيرون لا يملكون شيئاً.
[هناك أسباب أخرى تفسّر العنف في أمريكا اللاتينية. للفقر والتفاوت صلة دائماً بالموت والألم. أن [64 بالمئة من الثمانية ملايين الذين قضوا بسبب السرطان في العالم هم من المناطق ذات الدخول الأدنى، التي لا يخصّص لهاإلا 5 بالمئة من أموال مكافحة السرطان؟ ) وبعد هذا العرض لمأساة شعوب أمريكا اللاتينية ذات نظم الاسواق المفتوحة برعاية المافيا الرأسمالية، للرجل الحق أن يفتخر بنموذج السلطة، شعبة لايعاني من تلك المأساة لانه تقوده الارادة النابعه من بلدهم، كاسترو يكتب ويقول:
(نسبة وفيات الأطفال في كوبا هي دون الخمسة بين كل ألف مولود حي؛ وعدد حالات الوفاة بسبب أعمال العنف تقل نسبتها عن الخمسة بين كل مائة ألف نسَمة.
مع أن الأمر يخدش تواضعنا، فإنه واجب مرير علينا التأكيد أن بلدنا المحاصَر والمهدد وموضع الافتراء، قد أثبت أن بوسع شعوب الأمريكية اللاتينية أن تعيش بدون عنف ولا مخدرات. بل وأنها تستطيع العيش، وهذا ما حدث على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن، بدون علاقات مع الولايات المتحدة الامريكية. وهذا الأمر الأخير لم نثبته نحن، وإنما أثبتته امريكا بعينها.)