الجدوى الإقتصادية لإعادة تأهيل الخط العراقي السوري
عبد الكريم احمد الزيدي
حين طرح المختصين في الأقتصاد النفطي أمكانية الإعتماد على المنفذ التصديري للنفط الرابط بين كركوك _ بانياس ، وردت العديد من التساؤلات والردود من قبل الفنيين وخبراء الطاقة في العراق واختلفت الرؤى الفنية والاقتصادية في تقييم فكرة إعادة تأهيل هذا المنفذ التصديري الهام الذي استمد أهميته في تصدير النفط العراقي إلى منافذ البحر الأبيض المتوسط بصفته يمثل سوقاً اقتصاديا هاماً في حينه يعزز منافذ العراق التصديرية للنفط المنتج من حقول الشمال أضافة إلى المنفذ الجنوبي المعتمد لحقول الجنوب النفطية على الخليج العربي في حينه وقبل تنفيذ فكرة الأنبوب الستراتيجي الناقل للتصدير عبر ميناء جيهان التركي ..تناولت الآراء بين مؤيد للفكرة وآخرين اعترضوا لأسباب مالية وسياسية خاصة وان هذا الإقليم الذي يمر فيه الخط النفطي الناقل يخضع لتغيرات قد تكلف العراق ميزانية مادية غير مستقرة الأهداف بسبب هذه الأوضاع ، وخط انابيب كركوك _ بانياس نفذ بطول خط 800 كيلو متر بقدرة ضخ تبلغ 300 ألف برميل في اليوم وهو منفذ حيوي افتتح في نيسان 1952 ..
ولعل من أهم هذه الآراء التي بالإمكان الأخذ بها حسب آراء الفنيين ، هي ما يلي :
_ يرى البعض أن لا جدوى اقتصادية في تأهيل هذا الخط الحيوي لأختصار إنتاج حقول الشمال على طاقة إنتاجية يومية لا تتعدى 300 الف برميل يوميا يتم استهلاكها محلياً حتى لو اضافت شركة برتش بتروليوم طاقة أضافية لا تتعدى 100 الف برميل يوميا إلى الأنتاج الحالي فإنها تنعكس بجدوى غير مؤثرة لأرتفاع كلف النقل ورسوم المرور ..
_ فيما يرى آخرون ارتفاع كلف تأهيل هذا الخط المتهالك الذي لم يتم استخدامه منذ العام 1982 ولمروره بأقليم غير مستقر سياسياً وقد يشهد تقلبات في اوضاعه الأمنية ..
_ ويعزوا آخرين ان سوق النفط في آسيا وشرق الأوسط يعتبر حالياً رقماً صعباً في منافسة السوق الأوربية بعد أن شهدت هذه البلدان الشرقية نمواً في السكان والإنتاج الزراعي ودورها في الصناعات الإنتاجية وسوقاً مفتوحاً لإستهلاك الطاقة ..
_أما الأراء المؤيدة لتفعيل تأهيل هذا الخط فتتلخص أولاً بأفتراض زيادة المنافذ التصديرية للنفط المنتج والإنفتاح على الأسواق العالمية ، وبذلك تتجنب خطوطنا الناقلة للنفط عبر هذا المنفذ حالات التوقفات والطوارئ وأيقاف التصدير من خلالها للأسباب الأمنية أو ظروف الحرب والإضطراب وثانياً لإستيعاب الطاقات الإنتاجية للتصدير في حال تطوير حقول النفط في الشمال وزيادتها وفق المعدلات الإنتاجية المستقبلية .. _ إعتماده كخط ناقل بديل لطاقات الأنتاج في حالة زيادتها ضمن الأنبوب الاستراتيجي الناقل لميناء جيهان التركي واحتمالية احتواء اي زيادة إنتاجية للتصدير في حالة تطوير حقول الوسط وفق خطط الأنتاج المستقبلية حسب حاجة العراق ..وعلى العموم فإن التفكير في إيجاد خط نفطي ناقل يؤمن استيعاب طاقات إنتاجية متزايدة يعتبر مناورة اقتصادية فنية تساهم بفعالية ضامنة في حالات عديدة ترفع من السقف الانتاجي للتصدير تحت مختلف الظروف والحالات خاصة في حالة توفر الإمكانيات الفنية والمالية لإعادة تأهيل هذا المشروع ..