الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في بعض الأحيان تهتز القيم

بواسطة azzaman

في بعض الأحيان تهتز القيم

جاسم محمد حمزة الجبوري 

 

القيم هي حزمة من المبادئ أو بتعبير آخر قوانين شعبية تحكم المجتمع وتنظّم العلاقات بين أفراده وتساعدهم على التفريق بين ما هو محبب وما هو منبوذ ، وإذا أعرض الفرد عن هذه المنظومة الاجتماعية أو تجاهلها  فإنّه يصبح حالة شاذة وبسبب هذا يُبادر باتخاذ إجراء مستعجل ضدّه ليعيد النظر في السلوكيات الأخلاقية التي يجب أنْ تترسخ في شخصيته شيئاً فشيئاً  ليُنظر إليه انساناً جديراً بالثقة يَفْرِض احترام الآخرين لرأيه وكلمته فمن غير مُحاجّة إنّ القيم موروث مقدّس ؛ لأنّها جزء من الاسلام وثقافة المجتمع العربي وتأريخه ، ولهذا السبب ظلّت تنتقل إلينا عن طريق الأجداد والأجيال السابقة حتى هذا اليوم وبفضل الايمان التّام بهذه المفاهيم بقيت الروابط بين أبناء المجتمع العربي أسراً وأفراداً وجماعاتٍ قويةً إلى حدٍ كبير ، اذ هي التي تحدّد الطريقة التي نتصرف بها حِيال أيّ قرار نتصادم معه أو موقف نتصدى له، و يا لسوء الحظ في هذه السنوات القليلة الماضية لقد انقطعنا عن القيم ولن نُوليها اهتماماً كبيراً إلاّ بدرجة ضئيلة جداً ، وإنّ الامتناع عن الالتزام بالقيم والأخلاق الحميدة أدّى مؤخراً إلى تكوين ركاكة في المجتمع وعودة إلى الوراء في القاعدة الأخلاقية وتفاقم في المشكلات والنزاعات المسلحة ممّا كان لهذا العامل من دور تسبّب في حصول تغيير كبير في نظام القيم والمعتقدات التي يحملها الفرد والمجتمع وكان يقف وراء تحقيق هذا الهدف مؤثرات عدة مثل التغيير الذي حدث في العراق كان بإرادة خارجية ومفروضاً من دون إرادة منّا ، لذا أثّر هذا المؤثر على النظام القيمي وسبّب فيه تغيراً غير مثمر ، وفي الوقت ذاته نقل العراق من حال أفضل إلى حال أسوء وأكثر دموية إضافة إلى ذلك الانفتاح اللاّمسؤول على العالم من دون احترام للتقاليد والعادات السائدة في الوطن الأم ولكلّ ما هو ذات معنى رمزي أفضى بالعراق إلى فقدان هويته بأبعادها الثقافية والوطنية والعربية وخَلْق حالات غير معهودة كاستيراد الأفكار الأجنبية  بِلا تدقيق والانجذاب نحو أفكار طائفية وهكذا إلى آخره والأسوأ  من ذلك المواقع الإباحية عَبْرَ الإنترنت فإنّها مواقع خبيثة ضارة تتنافى مع القانون والقيم الأخلاقية بفعل المحتوى الهابط الذي تقدمه كمقاطع الفيديو التي تتضمن أعمالاً فحشاء تدرّب على إفساد القيم وإضاعتها تدريجياً ، وما يجري من إساءة للقيم الأساسية  بهذه الطريقة المستهجنة يتم بتخطيط من مالكي ومديري هذه المواقع شركات كانوا أم مجموعات من الأفراد بغية تحطيم هذا الإرث الحضاري خصوصا في المجتمعات التي تعد جزءاً من العالم العربي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تحقيق منافع مالية ومقاصد أخرى مخفية لا يُرغب في الكشف عنها .

إضافة إلى ذلك الزّي الاجنبي الذي يَشْمُل الملابس أو الأزياء المجلوبة من بلدان أخرى لا تنتمي إلينا وغالباً ما تكون مخالفة للذائقة العامة للمجتمع العربي ومن تأثيراته الضارة أنّه يقلل من الارتباط بثقافتك وأرضك الرسميتين ويسبّب مشكلات على النطاق الصحي بسبب نوعية المواد المستعملة في صناعته واللّبس الضيق الصارخ الذي له تأثير سلبي على أعضاء الجسم ، وفوق ذلك حلاقة شعر الرأس بطريقة غير عربية أي إزالة جزء من شعر الرأس وإبقاء الجزء الآخر وهذه الأساليب في حلاقة شعر الرأس غير مألوفة في مجتمعنا ، بل مقتبسة من بيئة أخرى منافية لأعرافنا وثقافتنا العربية ، أمّا الحل لإيجاد منفذ للخروج والتخلص من هذه العقبات التي تهدد القاعدة القيمية فنحن الآن بأمس الحاجة إلى منظومة سياسية تلتزم بتلك القيم في كلامها وتُثْبتها في سلوكها وتصرفاتها اليومية لتتمكن من ضبط الإيقاع القيمي لدى أفراد المجتمع وجعله يسير بشكل طبيعي وجيد .  

                

 


مشاهدات 116
الكاتب جاسم محمد حمزة الجبوري 
أضيف 2025/06/21 - 12:55 AM
آخر تحديث 2025/06/21 - 7:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 179 الشهر 13266 الكلي 11147920
الوقت الآن
السبت 2025/6/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير