الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
يقولون.. هناك قمة عربية

بواسطة azzaman

يقولون.. هناك قمة عربية

فاتح عبدالسلام

 

العرب في مخاض، بينهم عداوات أكثر من الصداقات والى ازدياد يومي، وعلاقاتهم السياسية تعصف بها الامزجة الشخصية قبل التأثيرات الاقليمية والدولية، ومعظمهم يكذبون على معظمهم في خط سير متصاعد أو متنازل بحسب الظروف وارتفاع الموجة. حتى لم تعد تجمعهم لغة المصالح، لأنهم باتوا يجدونها في دول

وتحالفات أخرى. هذا الحال ليس وليد اليوم، وانما بدأ يترسخ منذ احتلال صدام حسين الكويت وماجرى بعده من استقطابات أفضت الى حروب، وانقسامات، وأزمات، ومقاطعات، وحصارات.

بعد التحولات الجذرية في لبنان وسوريا في خلال أشهر قليلة، بتنا بحاجة الى قراءة جديدة لما هو متعارف عليه من شكليات في العلاقات والمناسبات والاجتماعات، ومنها القمة العربية السنوية، التي تؤكد الوقائع المتعاقبة انها باتت إجراءات روتينية تجري فيها استعراضات سياسية لم تعد تجذب أحداً، وتطلق فيها رسائل لم تعد تصل الى أحد، وانّ التمثيل المنخفض الذي تصر عليه بعض الدول منذ ثلاثين سنة أصبح يسحب وراءه المزيد من ذلك الخفض، في إشارات على عدم ايمان المجتمعين بجدوى ما يقولونه أو يقررونه، فضلا عن التنفيذ ،وتلك مشكلة المشاكل.

يمكننا، نحن المتخصصين بالشأن العربي العام، أن نكتب من اليوم مقررات قمة بغداد المقبلة ونراهن على انها ستكون مطابقة بنسبة 99 بالمائة مع ما سيخرج علينا في البيان الختامي.

ألا يجدر بالعرب البحث عن أسلوب جديد لقممهم التي ينبغي أن ترتفع وترتقي الى مستوى الازمات والهزّات العظمى التي تضرب ببلدانهم وقضاياهم الوطنية والقومية؟ هل ينبغي أن تبقى القمم العربية على موعدها السنوي، وهل ينبغي ان تكون مُلزمة للجميع بالحضور؟ وهل تقتضي الضرورات أن تتنقل القمة من عاصمة عربية الى أخرى، ألا يكفي ان تعقد في مقر الجامعة العربية الممولة من أموال العرب أو أية صيغة أخرى؟

ماذا يتوقّع العرب من قمّة ستعقد في بغداد ، البلد الذي يحتاج الى مباحثات عميقة جداً مع دول الجوار لحل معضلات مزمنة يعاني منها مثل سواه، لا يمكن تفكيكها في اجتماع تغلب عليه الصفات البروتوكولية الشكلية؟

هناك عواصم عربية، تكون بحكم ظروف إقليمية ودولية أمكنة إشكالية لا تصلح لجمع الآخرين على كلمة واحدة لأنّها جزء أساس من الانقسام والتشرذم والمشكلة، فكيف نرجو منها أو فيها الحلول؟

 ذهبَ ذلك الزمن الذي كان فيه عقد قمة عربية حدثاً، تتطلع اليه الأنظار الدولية والإقليمية، من الأصدقاء والاعداء. ذهبَ ذلك الزمن الى غير رجعة، فالقمم لم تعد قادرة على صناعة حدث، واقصى ما تصبو اليه هو ألا تعلسها وتلوكها الاحداث المحيطة بها.

 


مشاهدات 33
الكاتب فاتح عبدالسلام
أضيف 2025/04/29 - 2:15 PM
آخر تحديث 2025/04/30 - 10:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 540 الشهر 32622 الكلي 10913269
الوقت الآن
الأربعاء 2025/4/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير