خف الله كأنك تراه
حسين الصدر
-1-
المحلات التجارية الكبرى يرتادها الكثيرون ومن مختلف الطبقات والمستويات وتعتمد الرصد عبر العيون الخفيّة لتأمن من تجاوزات الزبائن على بضائعها .
-2-
والسؤال الآن :
ماذا يجري اذا انقطع الكهرباء وتعطلت عن العمل عيونُ الرصد ؟
يسارع الكثيرون الى انتهاب وسرقة ما يمكنهم حَمْلُهُ من البضائع الموجودة في تلك المحلات والهروب بها في جنح الظلام .
ان هؤلاء لا يخافون الله ،
انما يخافون من ملاحقة الأجهزة الأمنية والقضائية .
-3 –
انّ الخوف من الله هو صمّام الأمان في الحفاظ على الحقوق وسلامة المجتمع .
انّ الذي لا يخاف الله ينتهز الفرص للتجاوز على غيره آمنا من العقاب والحساب الدنيوي، بخلاف المؤمن الذي ملأت قلبَه الخشيةُ من الله، فانّه لا يمد يده الى انتهاب أموال الناس وإنْ لم يرصده احد .
انه مرصود من قبل ربّه الذي لا يغيب عنه شيء في الأرض والسماء، وقد نَهاهُ عن التجاوز والاعتداء على الاخرين .
-4-
ومن الروائع في هذا الباب :
ما رواه إسحاق بن عمار عن الامام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) حيث قال له الامام الصادق (ع) :
« يا إسحاق :
خف الله كأنّك تراه ،
وانْ كنتَ لا تراه فانه يراك ،
فان كنتَ ترى انه لا يراك فقد كفرتَ ،
وانْ كنت تعلم أنّه يراك ثم برزتَ له بالمعصية فقد جَعَلْتَه اهون الناظرين عليك «
الكافي / ج2 / ص 68
باب الخوف والرجاء الحديث الثاني
-5-
قل لي بربك :
ألا يخجل من يخافُ من الشرطي القابض على عصاه اذا كان أمامه ، ولا يخاف من جبّار السموات والأرض علاّم الغيوب ؟
ان الانسان الذي يملك الايمان الصحيح والبصيرة في حصن حصين يصونه من كل ألوان التردي والتعدي على الاخرين .
وهنا يكمن الدرس البليغ .