إنسحاب وتساؤلات
عبد الحكيم مصطفى
وسائل الاعلام المحلية والعربية وحتى العالمية تناقلت خبر عدم قدرة فريق نادي القاسم من تكملة مباراته امام فريق نادي الكهرباء في الجولة الثامنة من دوري نجوم العراق ..اختلفت الاراء حول الانسحاب ..وسيلة اعلام تناولت الانسحاب من الزاوية القانونية ، واشارت الى انه لم يكن ممكن استمرار المباراة لان فريق نادي القاسم اصبح يلعب بستة لاعبين ، وعدّ خاسراً بنتيجة (صفر-2) .. و وسيلة اعلام اخرى كتبت ان مباراة بين نادي القاسم ومضيفه الكهرباء، على أرض ملعب الأخير ، ضمن منافسات الجولة الثامنة من الدوري العراقي شهدت واقعة غريبة . حيث بدأ فريق نادي القاسم المباراة بحارس مرمى وسبعة لاعبين فقط ، و غاب اللاعبون الآخرون عن الحصص التدريبية مؤخراً ولم يحضر مع الفريق احتجاجاً على تأخر صرف مستحقاتهم المالية .. و انسحاب فريق نادي القاسم كان الخبر الاول في وسائل الاعلام المرئية في اليوم الذي جرت فيه المباراة .. هناك اتفاق على ان مجلس الوزراء ، ووزارة الشباب والرياضة ، واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ، على علم تام بكيفية وصول اموال عامة ضخمة الى صناديق اندية عديدة لها فرق تلعب في بطولة دوري نجوم العراق ، ولا تعمل الجهات الرسمية السالفة الذكر لوصول مبالغ مالية عامة بسيطة الى اندية عراقية اخرى ، ولا تكلف هذه الجهات الرسمية نفسها لتوضيح موقفها المتحيز العجيب.. ليس من المعقول ان وزارة لديها صلاحية صرف مليارات الدنانير لناديها الرياضي ، و وزارة اخرى لا تملك ذات الصلاحية ، و محافظ يساعد فريق نادي محافظته بمليارات الدنانير ، ومحافظ اخر لا يبادر بصرف ربع المبلغ المالي الذي صرفه زميله في محافظة اخرى ، وهنا يصف الرئيس الاسبق لنادي الزوراء الرياضي الدولي سلام هاشم هذا المعيار المزدوج ، بان دعم النادي يخضع لمزاج الوزير او المحافظ ، إن كان يحب الرياضة ، فيدعم النادي الرياضي ، والعكس صحيح . اخرون انتقدوا لجنة التراخيص في الاتحاد العراقي لكرة القدم من جهة عدم حرصها على تطبيق النادي لشرط مهم وهو كشف كفاءته المالية قبل انطلاق الموسم الرياضي ، للتعرف على مدى قدرته على صرف عقود ورواتب لاعبيه لموسم واحد ، من خلال ايداع النادي المبلغ المالي الذي يغطي رواتب وعقود اللاعبين والكادر التدريبي في مصرف رسمي . الاتحاد العراقي لكرة القدم ، لا يمكن يبرىء نفسه من تهمة التقصير في تنظيم الامور المالية للاعبي ومدربي فرق الاندية المشاركة في دوري نجوم العراق ، لان ذلك احد واجباته ، ولان نجاح دوري النجوم يجب ان يكون من اهم اولويات الاتحاد ، إذ ان منتخبات الشباب والاولمبي والوطني تعتمد على هذا الدوري في انتقاء اللاعبين .. اما مسؤولية ادارة النادي عن خلل بحجم كبير مثل عدم تأمين الرواتب الشهرية للاعبين والكادر التدريبي في دوري نجوم العراق ، فهي كبيرة جداً ، والتساؤل ذاته يتكرر ما جدوى من وجود ادارة نادٍ ، عاجزة تماماً عن أداء أبسط واجباتها . عدم وصول منحة المليارات الاربعة التي اقرها مجلس الوزراء ، لعدد من الاندية المشاركة في بطولة دوري نجوم العراق ، ألحق ضرراً كبيراً بها .. مشكلة عدم تنظيم الامور المالية للاندية ، مفتوحة ، ومرشحة لان تتطور الى الاسوء .