تسليم الباحثة الروسية إلى سفارة واشنطن ببغداد بعد أشهر من إختطافها
صفقة الإفراج عن تسوركوف تفتح ملف الإنسحاب الأمريكي من جديد
بغداد - قصي منذر
أعاد الإفراج عن الباحثة الروسية إليزابيث تسوركوف الجدل بشأن الوجود العسكري الأمريكي في العراق، بعدما ارتبطت العملية بشروط سياسية وأمنية كشفت عن تعقيدات المشهد الداخلي والإقليمي، في وقت تؤكد فيه بغداد تمسكها بفرض السيادة وحماية الاستقرار. وتحدثت تقارير أمس عن إن (إطلاق سراح تسوركوف، جرى في إطار تفاهمات سياسية وأمنية معقدة شاركت فيها أطراف إقليمية، وشملت شروطاً عدة وضعتها الفصائل المسلحة)، وأضافت إن (الصفقة تضمنت الإفراج عن سبعة من عناصر الفصائل كانوا محتجزين لدى القوات العراقية والأمريكية، بينما مثّل تمهيد الطريق أمام انسحاب كامل للقوات الأمريكية من العراق أبرز تلك الشروط)، وأوضحت التقارير إن (إعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن تحرير تسوركوف، كان بمثابة غطاء رسمي لعملية التفاوض، بينما ساهمت خشية الفصائل من ضربة إسرائيلية وشيكة ضد مواقعها في الإسراع بإنهاء الملف)، على حد قول التقارير. في وقت ، قال صباح النعمان، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة أمس إنه (في أواخر آذار من العام 2023، اقدمت مجموعة من الخارجين عن القانون باختطاف المواطنة الروسية إليزابيث تسوركوف أثناء وجودها ببغداد، في جريمة لا تعكس حقيقة الواقع الأمني المستتب في كل مدن العراق)، وأشار إلى إنه (منذ ذلك الوقت تواصل أجهزتنا الأمنية عملها وتحركاتها بعيداً عن الإعلام، حفاظاً على سرّية المعلومات، ومن أجل ضمان سلامة المواطنة الروسية المُختطفة)، وتابع إنه (بعد جهود أمنية واستخبارية مميزة، وبتنسيق عالٍ مع جهات داخلية عدة على مستوى كبير من الشعور الوطني والإنساني، تمكنت الأجهزة المختصة في 9 أيلول الجاري، من كشف مكان احتجازها والوصول له، وتسليمها لاحقاً إلى سفارة الولايات المتحدة الأمريكية التي ستتولى بدورها إيصالها إلى شقيقتها التي تحمل الجنسية الأمريكية). وكان السوداني، قد أعلن تحرير المواطنة الروسية المختطفة. وكتب السوداني في تدوينة على منصة إكس أمس إنه (تتويجا لجهود كبيرة بذلتها أجهزتنا الأمنية وعلى مدى شهور طويلة، نعلن تحرير تسوركوف)، وأضاف (لن نتهاون في إنفاذ القانون وإعلاء سلطة الدولة، وعدم السماح لأي أحد بالإساءة الى سمعة العراق والعراقيين). من جانبه، رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإفراج عن الباحثة الروسية الإسرائيلية، مؤكداً أنها باتت الآن بأمان داخل سفارة بلاده في بغداد. وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال أمس (يسعدني أن أبلغكم إن تسوركوف، طالبة في جامعة برينستون، وشقيقتها مواطنة أمريكية، قد أُطلق سراحها للتو من قبل كـتائب حـزب الله، وهي الآن بأمان في السفارة الأمريكية في العراق، بعد تعرضها للتـعذيب لعدة أشهر)، وتابع (سأظل دائمًا أقاتل من أجل العدالة، ولن أستسلم أبدًا). في تطور، كشف مصدر أمس عن إن (العملية التي جرت هي إطلاق سراح وليست تحرير)، مؤكداً إنه (لم تجرِ أيّ عملية عسكرية لتحريرها، إنّما أُفرج عنها وفقا لشروط وأبرزها تمهيد لانسحاب القوات الأمريكية دون قتال وتجنيب العراق أيّ صراعات وقتال). وفي بغداد، ركّزت تسوركوف في بحثها على فصائل مسلحة. وتطالب فصائل عراقية مسلحة، وعلى رأسها كتائب حزب الله، بانسحاب قوات تنشرها الولايات المتحدة في إطار التحالف الذي أنشأته واشنطن في العام 2014 لمحاربة داعش. وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في تشرين الأول 2023، تبنّى بعض هذه الفصائل، إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة على مواقع في العراق وسوريا تنتشر فيها قوات أمريكية في إطار التحالف الدولي. وردّت هذه القوات بضربات عنيفة على أهداف مرتبطة بطهران. وكشفت بغداد في وقت سابق، وواشنطن عن جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي، وذلك بعد سبعة أعوام من إعلان القوات العراقية دحر داعش محليا، على أن يعقد العراق عوضا عن ذلك شراكات ثنائية مع كل دولة عضو في التحالف. ومن المتوقع أن يُنهي التحالف الدولي مهمته العسكرية هذا العام في العراق، وبحلول أيلول 2026 في إقليم كردستان.