الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نافذة  

بواسطة azzaman

نافذة  

عبد المنعم حمندي

 

أتفقدُ نافذتي، ثم أفتحها

كلّما ضقتُ   ذَرْعاً بهَمٍّ 

 أرى أفقاً أسودَ،

تعتريني الهواجس من لفحات شداد

 كيف أغلقها ؟

وبها  أستعيدُّ الندى ، والشهيقَ الذي لا يُعاد

وما رسمَ الضوءُ في الأخضرِ المتربّعِ ،

فوقَ انكسار الستائر ،

في الظلِّ بين الكُوى وانحسارِ السوادْ

اختلطَ اللونُ بالعتماتِ ،

وأيّ شعاعٍ يُضلّ المدى بالظلالِ

ويعمي النوافذَ قبل العيون

التي تستضيفُ الوهادْ

كلّ ما يملأُ الأفقَ شاخَ ،

وكلُّ الستائر سجنٌ تلفّعَ بالكونكريتِ

وكلُّ الذي يُرتجى مثقلٌ بالأسى والحِداد

….

قلمي غاضبٌ ،

والحزينُ دمي قبل نوّح السماء

وما خبّأَ النهرُ في غدهِ ،

حالمٌ بالنوارس ..

هل تستفيقُ البلادْ ؟

أتفقّدُ نافذتي ، ثمّ أغلقُها ،

هل  أصدَّ نعيقَ الغُراب الذي يشرئبُّ ،

على شُرفتين من الريحِ ؟

: يا ويحَ هذا الغراب

كانَ ينذرُنا بالرزايا التي عرّش الخوف فيها

وفي نزفنا..

في دموعِ القِبابْ

و يُغيّر من طبعِ ما يُسكِرُ الحالمين ،

وهل يَسكرُ الحالمون ؟

: سكرَ الحالمون ..وصبّوا الكؤوسَ ،

سكرنا ..احتسينا دمانا .!

وأيّ الدماء لنا خمرةٌ تستطيبُ العذاب ؟

وأيّ دمٍ يستطيبُ الترقّب خلفَ النوافذ ..؟

لا.. كلّما قد أطلنا النظرْ ..إستزدنا الخراب

فليس هنا ..

 أو هناك سوى موجةٍ من سرابْ

…..

يحرسُ النهر شطآنَه ،

غير انّ الضفافَ التي لفظتْ زبدَ الموتِ

 لم تستجب للعُباب

تتطهّرُ بالياسمين ،

وتفتحُ في السرِّ نافذةً ، تزدهي ،

كلّما كثّفوا في الظلام الضباب !!

. " "


مشاهدات 41
الكاتب عبد المنعم حمندي
أضيف 2025/12/30 - 7:12 AM
آخر تحديث 2025/12/30 - 9:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 311 الشهر 22426 الكلي 13006331
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/12/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير