الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الاحزاب الاسلامية: ازمة اجتهاد ام ازمة نص

بواسطة azzaman

الاحزاب الاسلامية: ازمة اجتهاد ام ازمة نص

دهام العزاوي

 

افرز الواقع العراقي بعد 2003، صعود قوى واحزاب اسلامية متعطشة للحكم، وتواقة لتطبيق قيم الاسلام المتعلقة بالعدل والشورى والمساواة، لكن الواقع اثبت ان تلك التيارات الاسلامية لاتملك مشروعا للحكم ولا نظريات للسلطة تقوم على اسس مدنية، بل مجرد افكار طوباوية وطروحات نظرية تم تسطيرها من قبل مجتهدين في مراحل النضال ضد النظم الدكتاتورية، لاتلامس في غالبها الواقع العراقي الملي بتناقضات التنوع واختلافات المشاريع الفكرية والايدلوجية. فعجزت عن تقديم اجابات شافية عن فكرة المواطنة في مجتمع متنوع، وتراجعت عن تفسير مفهوم العدالة الاجتماعية والعقد الاجتماعي، وغاب رايها عن مفهوم السلطة والدستور والمشاركة في الانتخابات والتعامل الانساني مع الاخر المختلف ايدلوجيا وعرقيا، وفشلت في تبرير ضرورات الانغماس في مخرجات العولمة والتنمية المستدامة والاستفادة من افرازات ثورة المعلومات والذكاء الاصطناعي. وبهذا عجزت تلك الاحزاب عن انتاج منهج سياسي وفكري لادارة الدولة، واكتفت بتطويع الافكار الغربية المتعلقة بالحكم وادارة الدولة، بعد ان اضفت عليها نصوصا دينية وطوعت لها آيات قرآنية، وبهذا بيّنت الاحزاب الاسلامية فشلها في الحكم ، والحزب الذي يفشل في ابتداع نظرية او برنامج او سلوك سياسي لحل ازمة الفساد والبطالة والمحسوبية ويكافح القيم العشائرية والعنصرية المضادة لقيم الاسلام في العدالة والمساواة، لايستحق الحكم، رغم ان القران وسيرة النبي محمد ( ص ) مليئة بالآيات والاحاديث التي تركز على تلك القيم العادلة، ولكنها شهوة الحكم وغلبة القيم الجاهلية والعشائرية في اداء الكثير من الحزبيين المتأسلمين،  الذين حولوا السلطة الى غنيمة،  واعتبروها مكسبا حزبيا لاتكليفا شرعيا وطريقا للاصلاح. وبهذا وقعت تلك الاحزاب في ذات الفخ الذي اتهمت فيه معارضيها من العلمانيين والمدنيين بالتبعية الفكرية والثقافية للغرب الملحد والكافر حسب اعتقادها. ومع انغماسها في ملذات السلطة اخذت تتجه نحو السلطوية ، حتى اصبحت السلطة في مفهوما امتداد لنظرية الحق الالهي التي انتجها الفكر السياسي المسيحي في عصور الظلام، فاضفو على سلطتهم نوعا من القداسة وجعلوا عدم انتخابهم خروجا عن الدين والملة ومعصية لثوابت الشرع. لا يذهب الرأي بان ازمتنا هي ازمة نصوص دينية، فالقران الكريم مليء بإشارات وعبارات تخص الحكم والشورى والعدل والمساواة والاحسان والادارة الراشدة للدولة، ولكنها ازمة فكر واجتهاد اسلامي انكمش امام الفكر الغربي وتراجع عن الخلق والابداع فباتت السلطة لديه وسيلة للتسلط لا وسيلة للنهضة.


مشاهدات 66
الكاتب دهام العزاوي
أضيف 2025/11/01 - 2:03 AM
آخر تحديث 2025/11/01 - 6:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 175 الشهر 175 الكلي 12361678
الوقت الآن
السبت 2025/11/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير