في الذكرى الخمسين لوفاة السيد الوالد المرحوم العلّامة السيد محمد هادي الصدر
حسين الصدر
-1-
في الرابع من شهر جمادى الأولى سنة 1397 هـ رحل السيد الوالد إلى الدار الآخرة فخلّف لوعة ليس في قلوب أبنائه فحسب بل في نفوس عارفي فضله ومحبيه.
-2-
لقد كان يوليني محبة خاصة، وكنت مستشاره الخاص ولم أكن مجرد ولد من أولاده حتى أنَّ أخي (حبيب) حين أراد الزواج جاءني وعرض عليّ رغبته الخاصة بالاقتران بمن اختارها شريكةً لحياته، وحين قلت له:
لماذا لا تفاتح السيد الوالد؟
قال:
أنه لن يبت في الأمر إلا بعد أن يتداول معك بهذا الشأن.
-3-
وفي ديوانه شعر كثير خص به ولده (الحسين)، فلقد أَرَّخ ولادتي فقال:
يا قمراً شَعَّ سنا نورِهِ
في الأَرضِ حتى طبّق الخافقينْ
أُمنيتي أنتَ وَهَلْ مثلُها
أمنيةٌ في الكون للوالديْنْ
أَرِّخ: (إِذا لاحَ بسيمائِهِ
حُسَيْنٌ مني وَأَنا مِنْ حُسَيْن)
1364 هـ
وحين انهيت دراستي الجامعية بكلية الحقوق عام 1966-1967 والتحقت بجامعة النجف الأشرف بعث إليّ بقصيدة عصماء جاء فيها:
فجدّ يا بُنيّ في منهاجك المؤزرِ
لكي تقر فيك عينُ الحجةِ المنتظرِ
فانّه القائد والرائد للمعسكَرِ
وأنتَ كالجنديِّ في ميدانِه المُظَفَرِ
-4-
أنني أقولها وبملأ الفم:
إن اليتم ليس حالة يشعر بها الصغار فقط، إن فقد الأب صعب حتى على الكبار والفراغ الذي يتركه غياب الأب لا يستطيع أن يسده أحد.
-5-
ومنذ عهد الطفولة كان يعهد إليّ بأشعار له أحفظها وكان يتلذذ حين يأمرني بقراءتها في محضر بعض أصدقائه.
وهذا ما نحى عني حاجز الخوف من الجمهور.
وهو أول ما يحتاجه الخطيب.
-6-
وتعلمت منه احترام المواعيد والالتزام بها -وبكل دقة-.
-7-
وكانت نظرة منه كافية لأن تسمرني في مكاني لعظيم هيبته دون اللجوء إلى شيء آخر.
-8-
لقد تعذر عليّ بعد وفاته حتى النوم في الليل، حتى قال لي أحد الأصدقاء:
من حقك أن تحزن على أبيك،
ولكن: تذكر أن أباك توفي وهو عزيز،
أكنت تريده أن يعيش طويلاً يئن من أوجاعه وأمراضه فيمله حتى أقرب الناس إليه؟
-9-
إن المصيبة به عظيمة
ولكن الله سبحانه ينزل الصبر على قدر المصيبة.
-10-
وما تركت الدعاء له والترحم عليه والتصدق عنه، مع شعوري بالتقصير وكيف لي أن أفي لمن وهبني قلبه، وسهر على تربيتي وتقويم سلوكي؟
Husseinalsadr2011@yahoo.com