الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المدير العام بين المرغوب فيه والمعزوف عنه

بواسطة azzaman

المدير العام بين المرغوب فيه والمعزوف عنه

علي جبار الشمري

 

من عادة العراقيين سواء كانوا من النخب بمعناها الصحيح علما وثقافة واخلاقا وغير ذلك من الصفات الحميدة التي ينبغي ان تتوافر في هذه التسمية، او ممن هم من عامة الناس البسطاء وهؤلاء لهم قيمة لا تقل اهمية عن اولئك، وهم بنية المجتمع وعمود واساس بنائه، اقول من عاداتهم التي ومن خلال تجربتي الشخصية هي من العادات الفريدة التي تميزهم عن غيرهم من الشعوب انهم يتداولون في شؤون دولتهم بشكل لافت، وهذا في ظني يعود الى ولائهم لوطنهم واعتزازهم بهويتهم رغم ان التوجهات الفكرية في هذا المجال ظلت عقيمة لعقود خلت منذ تأسيس الدولة العراقية بمراحلها كافة الى ما نحن فيه من غياب لمفهوم الهوية في التوجهات القائمة.

انها دولة المدير العام او هكذا يروق للعراقيين تسميتها تهكما وسخرية نتيجة عدم رضاهم لما تقدمه الدولة لهم من خدمات، وهذه حقيقة تعود ليس الى عدم صلاحية الادارات العامة من الناحية الهيكلية والتنظيمية، وانما يعود الى عدم تولي اشخاص يمتلكون المهارة اللازمة لقيادة  هذه الادارات بما يتناسب والغرض الذي استحدثت من اجله، والاسباب في ذلك كثيرة لا تكفي هذه السطور لحصرها منها ما يتعلق بالسياسة والفساد والمحسوبية... الخ

وبما انني اتحدث هنا عن المدير العام المرغوب فيه والمعزوف عنه سأروي مشاهدتين الاولى لمدير عام  شائع الوجود في مؤسسات الدولة ذاك الذي يعيش في برج عاجي ومن حوله حراسه ويتعامل بفوقية حتى مع الموظفين الذين في معيته، ومقابلته تتطلب وقتا واجراءات لا حصر لها ولا عد ناسيا انه موظف خدمة عامة، والامثلة على ذلك كثيرة يمكننا جميعا رصدها.

اما المشاهدة الثانية فهي وبينما كنت ابحث عن موقع مديرية الاعداد والتدريب في وزارة التربية على فيس بوك لمعرفة موقعها الجغرافي لمراجعتها لأمر يخص اسرتي وجدت الخبر الاتي على الصفحة ( على مدار الاسبوع.. الناجي بين المواطنين في الاستعلامات) ، والناجي هو المدير العام لهذه المديرية فقلت في نفسي اظن ان هذا ربما يعود الى مبدأ ترويجي في العلاقات العامة مستحضرا في مخيلتي تلك الصورة الذهنية التي رسمها العراقيون عن المدير العام، لكن الحقيقة لم تكن كذلك اذ تبين لي ان هذا الرجل يسعى حقا لخدمة الناس، وتلك في ظني اعلى درجات الصدق التي ينبغي توافرها في المدير العام.

في اليوم التالي راجعت هذه المديرية تحدثت مع موظف الاستعلامات عن انجاز معاملتي فقال لي انتظر قليلا بعد قليل سيحضر المدير العام الى الاستعلامات لترويج معاملتك لم اصدق ما قال وما هي الا لحظات واذا بالناجي الذي عرفته من خلال الخبر يحضر ويجلس على كرسي الاستعلامات ليروج معاملات المواطنين، قلت في نفسي (ما زالت الدنيا بخير)

لم تنجز معاملتي في اليوم الاول لعدم جلبي للأوراق المطلوبة وفي اليوم الثاني حضرت الى الدائرة ذاتها في الساعة 1.45 دقيقة بعد الظهر ووجدت الناجي في الاستعلامات ايضا يروج معاملات المواطنين، قلت في نفسي هذا هو المدير العام المرغوب فيه من قبل المواطن العراقي ورددت بلا وعي ( ستبقى الدنيا بخير)

 


مشاهدات 41
الكاتب علي جبار الشمري
أضيف 2025/11/01 - 1:14 AM
آخر تحديث 2025/11/01 - 6:36 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 192 الشهر 192 الكلي 12361695
الوقت الآن
السبت 2025/11/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير