الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مصر التي نحبها

بواسطة azzaman

مصر التي نحبها

علي ضياء الدين

 

في أزمنة الانكسارات التي تمر بها الأمم ينطلق زعيق الأبواق النشاز التي تنضح مراهقة وجهلاً واحساساً  بالضعة أمام المنتصر في المواجهة ليس لأنه يمتلك الحق العدل والانصاف بل لأنه يمتلك القوة. يحدث هذا دائماً عندما يتماهى الخاسر، الذي لا يضع الخسارة في مكانها الظرفي الصحيح، مع الغالب فيسعى الى التنكر لشخصيته ولتاريخه او الى استبدالها بشخصية الغالب بتقليده تقليداً ينم عم غباء وجهالة متوهماً أن سيرتقي الى مصاف هذا القوي المنتصر وان العالم سيتعامل معه على هذا الأساس. أحد اوجه الانهزام والشعور بالضعة رأيناه في بعض صفحات تاريخنا المعاصر لا سيما بعد نكسة 67عندما دعا مثقفون الى نبذ صلة العروبة والالتحاق بحضارة البحر المتوسط او الى استلهام الحضارة الفينيقة او الفرعونية أو التخلي عن استخدام الحرف العربي واستبداله بالحرف اللاتيني ويبلغ الغباء بهؤلاء أنهم لا يسألون أنفسهم وما الذي سيحدث  لو تخلينا عن لغتنا العربية وكيف ستكون علاقتنا بإنجازات تاريخنا العظيمة في الأدب والفلسفة والعلوم وبأي لغة سيشدو المغنون ولنتخيل أم كلثوم وعبد الحليم وفيروز بدون العربية  . ولقد رأينا أيضاً ومن لا يزال يدعو الى بعث لغة وثقافة الأقليات ليس باعتبارها رافداً من روافد ثقافتنا المتنوعة بل باعتبارها بديلاً عن الثقافة الأوسع والشاملة.  في الفترة الأخيرة ارتفعت في مصر العربية أصوات مراهقة ونشاز تشكك في الأصول العربية لمصر وتدعو الى الانفكاك عن الوعاء الكبير الذي رسمت مصر من خلاله شخصيتها وأهميتها ودورها القيادي. هذه الأصوات هي نسخة من اسطوانة مشروخة سبق وأن سمعناها من قبل لكنهم يعيدونها من جديد في هذا الوقت البالغ الحساسية. هؤلاء الذين ترتفع اصواتهم المبحوحة المتشككة بعروبة بلدهم هم اما جهلة ينعقون مع كل ناعق أو مهرجون في جوقة التهريج المدفوعة الثمن أو من المنبهرين بثقافة العري التي تجتاح العالم عبر وسائل التواصل الهدامة أو ممن لا يعرفون القاهرة قدر معرفتهم لندن وباريس. ما يدعو الى الحزن أن هذه الأصوات تجد صدى لها في أروقة بعض الاعلاميين وبعض الكتاب الصحفيين وهؤلاء لديهم سردية غريبة يروجون لها خلاصتها أن ما أصابنا من هزائم انما مرده الى تمسكنا بخيارات خاطئة وهم بهذا يتعمدون بسوء نية وبدوافع انتهازية تشويه المسار النضالي الكبير الذي خاضته الامة العربية وفي المقدمة منها مصر العربية من أجل حقوقها المشروعة ومن أجل أن تكون لها مكانتها اللائقة بين الأمم رغم ما تتعرض له من حصار متعدد الوجوه.                                                                                                                        

 

 

 

 

 


مشاهدات 41
الكاتب علي ضياء الدين
أضيف 2025/10/27 - 3:28 PM
آخر تحديث 2025/10/28 - 9:40 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 459 الشهر 19103 الكلي 12158958
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/10/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير