الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رحلتي إلى مصر أم الدنيا.. في حضرة سيدنا الحسين والأبنية التأريخية

بواسطة azzaman

رحلتي إلى مصر أم الدنيا.. في حضرة سيدنا الحسين والأبنية التأريخية

بغداد - علي إبراهـيم الدليمي


في اليوم الثاني، كنت على موعد مع زميلي وصديقي العزيز أركان الزيدي، (وهو رسام كاريكاتير، إبن الفنان المسرحي المعروف كاظم الزيدي وعمه الفنان عبد المرسل الزيدي)، مقيم في مصر منذ عشر سنوات، الذي جاءني إلى الفندق، حدود الساعة العاشرة صباحاً، وخرجنا سوية لنتناول الفطور، حيث أصطحبني إلى أحد المطاعم الشعبية، القريب من الفندق، في منطقة (العتبة) وكان الفطور عبارة عن «فول وطعمية وبعض المقبلات المتممة معها» (أكلة البسطاء الأولى في المناطق الشعبية)، التي يحبها المصريون كافة، كنت أسمعها فقط من خلال الأفلام المصرية، وكان البائع لطيفاً جداً معنا، في إستقبالنا وخدماته ولباقته المهنية في الكلام، التقطنا بعض الصور ونحن في المطعم، وبينما يتناول أركان دوائه المزمن.. سألني أين تحب نذهب الآن، فقلت له أي مكان فيه أماكن ثقافية وفنية وأثرية، مكتبات، متاحف، أي «حاجة كل حاجة»، سرنا على بعد مسافة قريبة فكانت بوجهنا بناية عليها إعلانات كبيرة الحجم، فتبين أنها، المسرح القومي للأطفال (مسرح مدبولي للأطفال)، وكان يسمى قديماً مسرح «الميتروبوليتان، وقد قررت الحكومة المصرية «وقتذآك» أن تطلق عليه إسم الفنان القدير عبد المنعم مدبولي، تكريماً له ولجهوده الكبيرة في مجال ميدان المسرح، بعدها ذهبنا إلى سوق «الأزبكية»، وهو شبيهة بشارع المتنبي في بغداد، أو على غراره، ولكن للأسف كانت محلاته مغلقة لكون يوم الأحد يصادف عطلة إسبوعية لهم، إلا من بعض المحلات القليلة كانت مفتوحة، ولكن لحرارة الطقس الملتهبة جداً، كانت خطواتنا تتسارع إلى أماكن أخرى، فيها بعض الظل، بعدها بمسافة قليلة كانت هنالك بناية أخرى، تبين أنها (المسرح القومي)  وهو خاص للأطفال أيضاً، ومن ثم (مسرح العرائس للأطفال)، وهو مخصص لفن الدمى المسرحية، وقد بني في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، لغرض الإهتمام وتطوير هذا النوع من الفنون لما له من تأثير في ثقافة المجتمع والطفولة.
عروض الاوبريت
وكانت أولى عروضه الأوبريت الشهير (الليلة الكبيرة) التي كتبها صلاح جاهين ولحنها سيد مكاوي، وبجانبه يشمخ أيضاً (مسرح الطليعة)، لعروض الفنانين الشباب المسرحية، وخلفهم يقوم المسرح القومي أو ما كان يسمى بمسرح الأزبكية وهو أقدم مسرح في مصر.
وهكذا ونحن كلما نسير يقابلنا مرفقاً ثقافياً أخراً، نقف عنه قليلاً ونلتقط أمامه صوراً، بينما يبدأ الزميل أركان يحدثني عنه باسهاب تاريخي دقيق، وهناك بناء قديم شامخ وجميل وقفت أمامه، أنه أقدم مكتب بريد الأزبكية الرئيسي، وفيه يضم متحف البريد المصري. قطعنا الإتصال بهذه الأمكنة، في موقف ميدان العتبة، ومنه نستقل سيارة صالون «تمناية» وهي شبيهة بسيارات (الكيا) المنتشرة في بغداد، ولكن حمولتها تتسع لسبعة أشخاص فقط.. لنذهب إلى منطقة سيدنا الحسين، وهي شبيهة بمنطقة (الكاظمية) في بغداد، حيث تضم جامع الأزهر ذو الطراز الإسلامي الفاطمي، الذي بني بأمر مؤسس الدولة الفاطمية (المعز لدين الله) عندما أمر قائد جيشه (جوهر الصقلي) ببناء مدينة القاهرة لتكون عاصمة لحكمه، وقد أضيفت عليه بناء الكثير من الطرز عبر الأزمنة التاريخية، وخاصة في أزمنة حكم السلاطين المماليك لمصر، أطلعنا على معالمه الباهرة الداخلية والخارجية ووثقنا منه بعض الصور، بينما في الجهة المقابلة له، وقريباً منه مكان رأس (سيدنا الحسين)، ذهبنا إليه لنؤدي صلاة الظهر، ونتفقد الزقاق الفلكلوري المؤدي إليه، المسمى (خان الخليلي)، الذي ما زالت بصمات التاريخ الشامخة فيه، واضحة للعيان، التي جسدها الروائي نجيب محفوظ في روائعه الأدبية، في الطراز والفلكلور والتقاليد والحرفيات وغيرها، وأتفقنا بعد صلاة الظهر نرجع لندخل المقهى الذي كان يرتاده محفوظ لإلتقاط بعض الصور فيه.. ولكن إتصال هاتفي بعد الصلاة مباشرة من الأستاذ عماد جمعة، لغرض اللقاء معاً في الفندق، حال دون ذلك، ورجعنا مسرعين، إلى الفندق، وتم اللقاء في الفندق..


مشاهدات 97
أضيف 2025/10/11 - 1:35 AM
آخر تحديث 2025/10/11 - 5:30 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 496 الشهر 7299 الكلي 12147154
الوقت الآن
السبت 2025/10/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير