لمن تقرع الاجراس؟
المناشف كشفت المستور
هاشم حسن التميمي
صدق من قال ان الشياطين تكمن في التفاصيل وما اثير مؤخرا من جدل بشأن اتهام الدبلوماسية المستشارة كما تحب ان توصف بسرقة مناشف من فندق اردني وتسرب الاتهام بكتاب رسمي من سفارتنا لوزارة الخارجية والحديث عن وقائع سابقة يدعونا لوضع مليون علامة استفهام عن الحادث وما رافقه من جدل وردود افعال.
ليس من حقنا او الاخرين ان ننصب انفسنا جلادين او قضاة لاصدار حكم ب( البرأة او التجريم ) وينحصر حقنا واقصد الراي العام بمعرفة كل التفاصيل المتعلقة بالحادث لان الاداء الدبلوماسي ليس فعالية شخصية بل افعال تمثل دولة العراق وليس فلان او فلانة ولايفسر ذلك بالتكتم عن الاتهامات بحجة سمعة العراق والعراقيات وماقدمناه من تضحيات …
هذه الحادثة وغيرها بالالاف واخرى لم يكشف عنها النقاب تعزز القناعة بهشاشة اجهزتنا الادارية عامة والتي تتمتع بامتيازات خاصة حيث تكرس للمحاصصة ولاصحاب النفوذ وفي مقدمة ذلك السلك الدبلوماسي الذي اصبح مضربا للامثال بالفضائح من راسه لاخمس قدميه ولايتسع المقال لسرد اغرب القصص والسبب واضح اعتماد مبدأ الولاء والمزاج وليس الخبرة والاداء.
ان الكشف عن الحقيقة سهل ومتيسر حين تعتمد اليات عمل الحكومة وقوانينها وتعليماتها بحيادية مطلقة والتباطىء والخضوع للابتزاز يشوه الحقيقة ويوفر البيئة الاتصالية للتكهنات والتسقيط بمستوياته كافة فيفترض ان تمسك فورا الخارجية براس الخيط وتصدر بعد تحقيق معمق بيان صادق غير مجامل بما جرى مع سيفي لصاحبة العلاقة شهاداتها هل هي هندسة ام سياسة ودكتوراه بماذا ..؟ وجهات اصدارها وعدد ايفاداتها وانجازاتها…. بعد ذلك نسال اين جهاز المخابرات وهو المعني بالنشاطات الخارجية ورصد ادق التفاصيل عن سلامة علاقات ونشاطات الدبلوماسيين في الخارج ووضع التقييم الدوري شرطا لاستمرارهم في الخدمة الخارجية…واين الامن الوطني وتقاريره الفورية عن اصحاب العلاقة بالحادث وسيرتهم الشخصية… .؟وان غابت كل هذه الادوار لتسلط قوى الدولة العميقة وتحكمها باداء الدولة في الحكومة والبرلمان…. يبقى الامل معقودا على الاعلام الحر وليس الماجور او الباحث عن الطشة والفضيحة في فهم منحرف لدور الاعلام… لقد تسابقت منصات وصفحات الكترونية مع او ضد كلها بدافع الطشة او النفعية والمتاجرة بالقضية.. وغابت الصحافة الاستقصائية التي تحلل لنا من خلال المصادر المباشرة الفاعل والفعل ضمن السياق وتكشف لنا كل الخيوط وتعلن عن حقيقة ما حدث وعن حقيقة واقعنا الدبلوماسي الذي شكلته المحاصصة والعوائل المتحكمة بالمشهد السياسي ضاربة عرض الحائط شروط الخبرة واللياقة والنزاهة..
ولعل اخطر ما الت اليه هذه القضية ركون المتهمة ليس للقضاء بل لديوان العشيرة وكاننا في مضارب بني عبس وشعارها الجاهلي ( انصر اخاك ظالما او مظلوما) وهذا تاكيد على اننا نحتكم للعشيرة ومصادر النفوذ الشخصية والمليشياوية بعيدا عن تحقيق العدالة والانصاف بالقانون وحده…ولا نعتب على المستشارة التي تدافع عن نفسها بكل الطرق ولم تتخلى عن مكياجها وهي في اشد حالات الغضب ، لكننا نعتب على دولة الرئيس الذي عجز عن الرد على اتهامات الشابندر وترك العشيرة تثأر لابنها عن طريق( الدكة)… بوصف ذلك كما يرى احد المتزلفين المنافقين انه حرية راي وتصرف حضاري…. ياعحبي بعد اكثر من قرن من تاسيس الدولة العراقية ودخولنا الارقام القياسية بعدد الجامعات وقرب احتفالنا بمليون دكتوراه وماحستير ودبلوم مازلنا نحتكم للعشيرة في فض المنازعات والانتصار في حصد مقاعد البرلمان … بالدولارات وبنخوة ابناء العشيرة …وينه على الوردي ليقول كلمته في هذا الزمن الاغبر..وقالها سابقا ( افندي وعكاله بجيبه )..!؟