الحملات الإنتخابية كشفت المستور
محمد بهجت ثامر
مع بدء الصمت الانتخابي الخاص بالدعاية الانتخابية لمرشحي الدورة السادسة للانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها الثلاثاء المقبل وعلى الرغم من ان الانتخابات البرلمانية هي السادسة في العراق، لكننا لا زلنا نعاني من أزمة عميقة في ممارسة الديمقراطية فالحملات الانتخابية لمرشحي الكتل والأحزاب السياسية وصلت إلى مراحل متدنية جداً ، اذ افتقدت إلى ادنى معايير التنافس الانتخابي ، وغالباً ما اعتمدت على ممارسات غير مشروعة بدلاً من المنافسة الشريفة القائمة على جودة البرامج الانتخابية ، حيث ان المشهد الانتخابي لا يبدو صراع برامج بقدر ما هو سباق على من يمتلك القدرة على احتلال الفضاء البصري وتشويه المدن ، اما التجمعات الانتخابية فكانت بين مطرقة المهاويل وسندان الجوبي واستخدمت الالفاظ النابية بل وصلت في بعض الاحيان الى التراشق بالكراسي !! في حين شهدت البرامج التلفزيونية استضافة مرشحين يفتقدون للمنطق في الحوار وغابت عنهم الأناقة لغةً وشكلاً وامتازوا بثقافة الانفعال الثوري ومنطق الخصومة ، أما مواقع التواصل الاجتماعي فحدث ما شئت ولا حرج، مئات الصفحات الممولة تهاجم وتسقط هذا المرشح او ذاك ، ان هذه الممارسات عكست عدم نضوج التجربة الديمقراطية فالانتخابات يُفترض أن تكون وسيلة سلمية لاختيار السلطة التشريعية وختاماً علينا ترسيخ مبادىء الديمقراطية النابعة من اختيار الشعب لممثليه، وأن الصوت الانتخابي يستطيع أن يقلب الموازين السياسية إذا نظمت الانتخابات وفقاً للشروط القانونية والدستورية .