الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فنانة جزائرية لـ (الزمان): المرأة مصدر القوة والإبداع

بواسطة azzaman

فنانة جزائرية لـ (الزمان): المرأة مصدر القوة والإبداع

 

بابل - كاظم بهية

فتحت الفنانة الجزائرية ليلى بوزيدي قلبها لصحيفة (الزمان) لتروي تجربتها مع التشكيل، وشرحت كيف شكلت بداياتها الفنية التي لم تكن صدفة بل ثمرة إرادة ناضجة ورؤية واضحة. وقالت ليلى إن الفن ليس مجرد موهبة، بل إرادة تتطور في كيان الإنسان، فالفنان يولد من ذاته خارطة وجوده، وتبدأ رحلته بالتأمل في الحياة والقدرة على تحويل الأفكار إلى مشهد بصري متكامل. وشرحت بوزيدي كيف تطورت موهبتها عبر تراكم الأحاسيس والمعارف التقنية، مؤكدة أن الفنان لا يقف عند نقطة البداية، بل يتابع تطوير أدواته وأفكاره بما يتماشى مع حركة التطور الإنساني، مستلهمة من بيئتها الجزائرية المطلة على العالم، ومشددة على أن الانتماء للبيئة يمنح الفنان عمقاً وجذوراً تمكنه من التميز في رؤيته الإبداعية. وذكرت ليلى أن لوحاتها تجسد البيئة التي نشأت فيها، وأنها تستمد موضوعاتها الجمالية من تراثها الأمازيغي الغني بالتاريخ والعادات والتقاليد، مؤكدة أن المرأة في أعمالها تمثل القوة والعنفوان، متحركة في أرض متنوعة التضاريس، جبالها وصخورها وسهولها وأوديتها، وهذا ما يمنحها قدرة على مجابهة التحديات والصعاب.

وأوضحت الفنانة أن اللون والفكرة عنصران متكاملان في عملها، فاللون يمنح الفكرة جسماً بصرياً، والفكرة تمنح اللون عمقاً ومعنى، مشددة على أن البداية تكون دائماً بالفكرة، واللون يصبح تجسيدها الحسي الذي يثير إحساس المتلقي ويشد انتباهه. وأكدت ليلى بوزيدي أن تأثير التشكيليين الآخرين محدود على أسلوبها الشخصي، فالفنان عالم فردي يسعى إلى تأسيس منهجه دون تقليد أحد، وأنها حرصت على بناء شخصيتها الفنية المستقلة منفتحة على كل التجارب، متأثرة بالإرث الجمالي للفنانين الجزائريين الكبار الذين تركوا إرثاً يستحق الإشادة.

وأوضحت الفنانة أنها تميل إلى الواقعية، لكن الواقعية التي ترى الحياة بمنظار فني ثاقب، تكشف ما هو خفي وغير مرئي للآخرين، فالتعبيرية تساعدها على نقل الأحاسيس الذهنية التي تحرك مشاعر المتلقي، وهو ما يجعل أعمالها نابضة بالحياة ومعبرة عن العمق الإنساني والمجتمعي.

وعبرت عن رغبتها في أن تكون أعمالها جسراً بين التراث والحداثة، وأن تحمل مضامين إنسانية تتجاوز الحدود المحلية، مضيفة أن الالتزام بالبيئة والتاريخ يمنح أعمالها روحاً ومعنى، ويجعلها تتنقل بين التعبير الواقعي والتأمل الفني العميق.  تشير تجربة ليلى بوزيدي إلى أن الفن لا يقتصر على المهارة التقنية، بل يتشكل من رؤية واعية وإرادة مستمرة للنضج الشخصي والوجداني، وأن العلاقة بين الفنان وبيئته ليست سطحية، بل هي حاضنة للإلهام ومعين لإنتاج أعمال تحمل مضامين ثقافية وتاريخية عميقة.

واوضح أسلوبها الواقعي التعبيري قدرة اللوحة على الجمع بين الفكرة واللون، ليصبح كل عمل ليس مجرد صورة بل رسالة تحمل رؤية وفلسفة حياة. والإبداع عند بوزيدي يعكس تفاعلاً ديناميكياً بين التراث والحداثة، بين الحس الفني والوعي الإنساني، ما يجعل فنها مرآة للواقع ومفتاحاً لفهم أعماق التجربة الإنسانية.


مشاهدات 172
أضيف 2025/09/30 - 2:26 PM
آخر تحديث 2025/10/03 - 12:42 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 26 الشهر 1375 الكلي 12041230
الوقت الآن
الجمعة 2025/10/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير