لو زارهم ايلون ماسك

فاتح عبدالسلام

ايلون ماسك ليس فرداً بذاته وانّما هو ظاهرة، ثروته نصف ترليون دولار ويقولون عنه في العالم ان ما خفي كان أعظم. غير انّ حرية انتقال المعلومات في الولايات المتحدة والغرب، لا تتيح مجالا لنظريات المؤامرة بالرغم من ان شخصية هذا الملياردير تحتمل كل أنواع النظريات.

لكن هذا الرجل يمر بتحولات فكرية ذاتية، لا يمكن تفسيرها كما نفسر سلوك السياسيين والبرلمانيين في العراق على انه نفاق ودجل وتغطية وتقية.

زوجته قالت انه حقا يعيش في منزل عادي، وانه لم يستبدل السرير بالرغم من العطب الذي أصابه.

في عام 2020، كتب ماسك فجأة على منصة إكس (تويتر سابقاً) أنه سيبيع «جميع ممتلكاته المادية تقريباً» وأنه «لن يمتلك منزلاً».

وقال: «لا أحتاج المال. أكرّس نفسي للمريخ والأرض. الملكية تثقل كاهلك».

وفي عام 2021 عاد ماسك ليكتب منشوراً قصيراً على منصة إكس أن منزله الرئيسي هو منزل جاهز صغير بلغت تكلفته نحو 50 ألف دولار في أقصى جنوب تكساس، اذ تعمل هناك شركته المعروفة باسم سبيس إكس. يعني بلغة العراق خمسة دفاتر، وهو مبلغ  لمائدة أو ليلة من تلك الليالي، ولا أعتقد انه يكفي.

 لا أحد يهدر الأموال بطريقة البذخ المسرف والتصرف غير المسؤول سوى السياسي العراقي في الحلقات المنتخبة العليا والمتوسطة، لأنه محمي ضمنيا ًمن المسائلة وغير معرض لمخاوف ذلك السؤال الاستعراضي الديكوري، “من أين لك هذا؟”، هذا السؤال الذي لا يستطيع أي مسؤول محاسبة مسؤول آخر بتوجيه هذا السؤال اليه، لأنه سؤال ارتدادي سيعود بلمح البصر على مطلقه كالسهم النافذ. لذلك بات سؤالاً انتحارياً ليس له مكان في الحياة السياسية في العراق.

الناخب العراقي الذي جاء بطبقة سياسية مكررة، لا يمتلك ثقافة ابعد من كلمات ترددها العشائر والمناطق السكنية. ولعله ليس ذنب الناخب الذي لم تسهم تجربة برلمانية عمرها عشرون عاما في تأهيله وجعله يبحث في مهرجانات المرشحين عن برامجهم وافكارهم ووعيهم وليس على اللحمة الاطيب في المناسف الموسمية الممتدة. سمعت من بعض الناخبين الذين حضروا عددا من المهرجانات الخطابية قولهم ان وجبة العشاء كانت وستبقى أكبر منجز مفيد يمكن ان يقدمه ولمرة واحدة كل أربع سنوات معظم أولئك المرشحين الفائزين او الخاسرين.