صلاة الإستسقاء لـله والمياه لكل العراقيين
حسن الحيدري
تتزاحم الفيضانات في الشوارع كل شتاء لتبدو المفارقة صارخة صلاة استسقاء تقام في الوقت الذي تهدر فيه ملايين الامتار المكعبة من مياه الأمطار بلا خزين مائي حقيقي.
فالدعاء بالمطر لا يعوض غياب التخطيط ولا يحل مكان البنى التحتية المتهالكة ولا يعالج التنافس خصوصا حين يتحول ملف المياه الى ثانوي بدل ان يكون مشروع دولة.
على امتداد السنوات الماضية ظل العراق يفتقد منظومة حصاد مياه فعالة فالامطار التي تهطل في يوم واحد تكفي لو جرى استثمارها لسد جزء مهم من حاجة المدن العطشى لكننها تتحول في كل موسم الى سيول تجتاح الطرقات وتنهك الدوائر البلدية والمدعومة احيانا عدة باليات الجيش العراقي لتتسرب الى باطن الارض بلا خزان وقتي على الاقل ولا شبكة توجيه او نهر موسمي
وسط هذا المشهد يبرز الحديث عن المواطنة كأداة لادارة الدولة بعيدا عن التنافس الهوياتي تعمل وهي هادئة وتعيد ترتيب الاولويات لتضل الشوارع والخدمات والموارد حق لكل عراقي مهما كان مذهبه او قوميته
فعندما تدار الدولة بمنطق المواطنة يتساوى العراقيون امام الماء والكهرباء والطرق ويصبح ملف المياه شانا هندسيا لا موضوعا للتجاذب او للتخوين . ان هدر مياه الامطار ليس مشكلة فنية فحسب بل هو خلاصة لعدم النجاح في تحويل نعمة السماء الى ثروة ارضية فالعراق اليوم بحاجة الى مشروع يسبق الشعارات مشروع يخطط للسيول قبل الدعاء لنزول المطر ولبناء خزانات وابعاد خدمات المواطنين عن ساحة الصراع هنا يستوجب ضمانة العدالة في توزيع الموارد حين لا يحتكر خندقا مائيا وحين لا يركن ملف المياه على الرف يصبح لكل عراقي نصيبه من المطر ويصبح الشعار الحقيقي الماء وطن يشرب منه الجميع .