الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التحدي الجديد للدبلوماسية

بواسطة azzaman

التحدي الجديد للدبلوماسية

احمد فكاك البدراني

 

العدوان الاسرائيلي  على قطر بوصفها دولة ترعى مفاضات لإنهاء بحر دم متدفق في غزة ، مثل اعتداء صارخا على القانون الدولي ويعد انتهاكا خطيرا للأعراف الدولية ويكشف وجه اسرائيل الحقيقي ..

  في تطور خطير، أقدمت إسرائيل على الاعتداء المباشر على قطر، من خلال استهداف مباشر لمصالحها السياسية، وتوجيه ضربة للوفد المفاوض من حماس ، وهو ما يمكن وصفه دون مواربة بأنه اعتداء صارخ على القانون الدولي، وانتهاك سافر للأعراف الدولية التي طالما أكدت على حصانة الدول الوسيطة، وحمايتها أثناء سعيها لحل النزاعات.

قطر: الوسيط الذي يقاتل من أجل الإنسانية

لم تكن قطر طرفًا في الحرب، بل كانت — ولا تزال — من أبرز الأصوات الداعية إلى التهدئة ووقف إطلاق النار. وسعت بكل جهدها، بالتنسيق مع أطراف دولية أخرى، إلى فتح قنوات الحوار مع مختلف الجهات، بما في ذلك الولايات المتحدة، مصر، الأمم المتحدة، والأطراف الفلسطينية، من أجل الوصول إلى حل سياسي يوقف بحر الدم المتدفق في غزة.

ورغم هذه الجهود النبيلة، فإن إسرائيل قابلتها بالعداء السافر ، بل ولم تتردد في التحريض ضد الدبلوماسية ، بل وربما التحرش بمواقفها قطر الدبلوماسية، في محاولة واضحة لإفشال الوساطة والتصعيد مع الجميع، في سلوك يُظهر تخبطًا دبلوماسيًا واستراتيجية هروب إلى الأمام.

خرق صريح للقانون الدولي ..

يُعد الاعتداء الإسرائيلي على قطر، سواء كان لفظيًا أو دبلوماسيًا أو حتى عبر أدوات الضغط الإعلامي والسياسي، خرقًا واضحًا للقانون الدولي، لا سيما القواعد التي تنظم العلاقات الدولية بين الدول ذات السيادة. وتنص المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة على احترام سيادة الدول، والامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو الضغط السياسي ضدها.

كما أن استهداف دور الوسيط يعد سابقة خطيرة تقوّض أسس العمل الدبلوماسي الدولي، وتبعث برسالة مفادها أن كل من يسعى للسلام، سيكون هدفًا لآلة الاحتلال، وهو ما يُفرغ الجهود الدبلوماسية من مضمونها ويُدخل المنطقة في دوامة مفتوحة من الصراعات.

كشف الوجه الحقيقي للاحتلال ..

إن هذا التصرف الإسرائيلي يكشف — بلا لبس — الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال، التي لا تكتفي بإبادة شعب أعزل، بل تسعى لتوسيع دائرة العداء لتشمل كل من يحاول وقف هذه المذبحة. إسرائيل، التي تدّعي أنها دولة ديمقراطية تسعى للسلام، تكشف من خلال ممارساتها أنها تتنفس الحرب وتزدهر على الدماء، ولا ترى في التهدئة إلا عائقًا أمام مشروعها القائم على القتل والتهجير والتوسع.

الرد الدولي المطلوب ..

لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف متفرجًا أمام هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير. فاستهداف دولة ذات سيادة تقوم بواجبها الإنساني والدبلوماسي، يُوجب إدانة واضحة من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، كما يتطلب تحركًا قانونيًا في المحافل الدولية لمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته المستمرة، ليس فقط ضد المدنيين، بل أيضًا ضد النظام الدولي ذاته.

العدوان الإسرائيلي على قطر، كدولة تسعى لإنهاء الحرب في غزة، ليس مجرد تجاوز دبلوماسي، بل اعتداء سياسي وإنساني وأخلاقي، يجب أن يُواجه بموقف دولي حازم. فكلما طال الصمت، اتسعت رقعة العدوان، وتحوّلت الوساطة إلى جريمة، والسلام إلى تهمة.

إن دفاعنا عن قطر الشقيقة، هو دفاع عن النبل وعن مبدأ الوساطة، واحترام القانون الدولي، وحق الشعوب في الحياة الكريمة دون ابتزاز أو عدوان .

وزير الثقافة والسياحة والاثار


مشاهدات 88
الكاتب احمد فكاك البدراني
أضيف 2025/09/10 - 4:52 PM
آخر تحديث 2025/09/11 - 5:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 153 الشهر 7449 الكلي 11925322
الوقت الآن
الخميس 2025/9/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير