الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
اللـه المعين للدبلوماسية العراقية

بواسطة azzaman

اللـه المعين للدبلوماسية العراقية

 فيصل عبد الحسن

 

 استخدام السحر في أمور الحياة في الكثير من الدول المتخلفة يعتبر من الأمور الاعتيادية، التي لا تلفت النظر إليها كثيرا، والعديد من البشر يؤمنون بما يقوله الساحر أو الكاهن، ويعتبرونه لسانا لقوة عليا، لا تستطيع أن تحدثهم بشكل مباشر، إلا من خلال جسد آخر وسيط، هو جسد الساحر أو الكاهن ومن بعض الطرائف التي رواها لي صديق طبيب، كان يعمل في نيجيريا، قال لي، كان السكان قبل أن يزوروا عيادتي يذهبون إلى ساحر الحي، الذي كان لديه طائر صغير، فيسألونه إن كان مفيدا لهم زيارة عيادة الطبيب؟ فكان ذلك الساحر يسقي ذلك الطائر سما فإن مات الطائر، فإن زيارة ذلك المواطن الأفريقي لعيادتي غير مجدية، فيصرف النظر عنها، وإن عاش الطائر، فهي نبؤة خير وبركة، وأن بإمكانه زيارة عيادتي ثم غمز لي الطبيب بعينه، معلقا:  بربك كيف يبقى طائر صغير حيا بعد إسقائه سما؟ أن بقاء ذلك الطائر الضعيف حيا يعد من المعجزات.

فنون السحر

  السحر في أفريقيا من المعتقدات القديمة جدا، إذ عرف عن رسومات الأفارقة الأجداد للحيوانات التي ينوون اصطيادها، بخطوط رمزية وإشارية، لغرض التحكم بها والتمكن من إحاطتها، وأصابتها بأسلحتهم محدودة الكفاءة، وتعتبر الكثير من القبائل قدرة البعض على عمل السحر، هو تقدير لهذا البعض على غيره، مما يجعله في درجة اجتماعية أعلى من الآخرين، لذلك فهو يجهد نفسه لبلوغ هذه المرتبة بكل الوسائل الممكنة، ويجتهد لسنوات عديدة ليتعلم كل أنواع الأعشاب الضارة والنافعة في الغابة،  ويدرس علي يد ساحر أكبر منه سنا فنون السحر منذ الطفولة، ويبرع في تعلم فنون إخافة الناس العاديين، بإتقان حركات وتمارين قتالية خاصة، واستخدام أنواع من الأصباغ المستخرجة من نباتات معينة في الغابة، وكذلك تعلم الرقص بطرق خاصة، وقرع الطبول لإحضار أرواح الأجداد، أو هكذا يفعل لإقناع من يشاهده بصدق ما يقوم به من أفعال.

عدة السحر

    وقد ذهب الدارسون إلى أن الوضعية الاقتصادية في الكثير من البلدان، وحالات الفقر والخوف من الظواهر الطبيعية، وعدم وجود من يعرفهم على ما أنزل على الأرض من ديانات توحيدية تفسر لهم الكثير من الخوارق، وتجيب عن أسئلة الوجود، وأسراره، والغاية من خلق الله تعالى لموجودات الحياة بما فيها الإنسان والحيوان، والشجر والحجر والشمس والقمر، وقصور إدراكهم عما يدور حولهم في العالم، وشعورهم الفطري بضرورة وجود قوة خارقة لها من القوى فوق قدرة الإنسان العادي، وفوق قدرة الطبيعة بأمطارها وحيواناتها المفترسة، وكوارثها البيئية من زلازل وحرائق وفيضانات وأوبئة، وموت وولادة وحياة

   وليس غريبا حين تتجول في أي سوق من أسواق دول القارة الأفريقية جنوبها أو شمالها، أن تجد من النساء العربيات العدد الكبير؛ وهن يبحثن عن عدة السحرة المعروضة للبيع بالتجزئة أو بالكامل، فتجد أصنافا من النباتات الخضراء والأعشاب المجففة، التي توصف بأنها تضيف للساحر قدرة لتحقيق هدفه، وهناك أنواع أخرى معاكسة التأثير من النباتات والأعشاب تقضي على السحر وتبطل مفعوله، فهناك العديد من المعادن، كالقرمز، والزئبق الأحمر، والفاسوخ(الذي يبطل السحر بحرقه مع البخور) والحرمل، والشب اليماني، وكذلك من نباتات وخضروات كالفجل وأزهار الدفلى الجافة، وكذلك تجد في هذه الأسواق دكاكين خاصة لبيع أعضاء الحيوانات، وقد خصص كل عضو من تلك الحيوانات المحنطة وريشها لإبطال سحر ما، فتجد حيوان القنفذ، الضبع، أفاع من ذوات الأجراس الضخمة، ومختلف أنواع السحليات.

أنه عالم مثير ومخيف لا تجده إلا في أسواق أفريقيا، حتى تلك الدول، التي انتشر فيها الإسلام من قرون وغدا دين الدولة الرسمي في بعضها، تجد فيها للسحرة دكاكاين يعرضون فيها حاجاتهم، ويبدو أنه لم يفهم الكثيرون منهم ما تعلموه من الإسلام، وليس لنا إلا أن نقول أن التخلف مهما اجتهد، فهو سيجر تخلفاً أسوأ منه لصاحبه.

   وما حدث في مطار نيامي عاصمة النيجر قبل شهور قليلة يعتبر من الأمور العادية، في هذا البلد الأفريقي، ففيما يبدو أن مستقبلي إحدى العراقيات وذكرت الصحافة أنها كانت تحمل الجواز الدبلوماسي“ ولا عجب فقد بلغ عدد الجوازت الدبلوماسية الموزعة على من يستحق ولا يستحق في العراق أكثر من 18 ألف جواز دبلوماسي، وهذا رقم كبير، وفاق عدد جوازات دبلوماسية لدول كبرى بمرات” وقد استقبلت هذه السيدة العراقية الدبلوماسية بالبخور وجلود الماعز ورش الأصباغ على الحضور، فقد استخدموا أفضل ما لديهم من السحرة، وأكثرهم خبرة لترتيب أنجع وسائل السحر المجرب، لتربح عراقيتنا الدبلوماسية قلب العاشق الشيخ المتصابي، الذي يلعب بمصير سعر الدولار في العراق، والذي تلتقي فيه خيوط السياسة بالاقتصاد بالسحر!! فيفضلها على غيرها من غريماتها العديدات ويقبل قدميها كل ليلة بعد أن يتعته السكر، كما كان يفعل من قبل، والله المعين للدبلوماسية العراقية بعد كل هذه الفضائح!!


مشاهدات 61
الكاتب  فيصل عبد الحسن
أضيف 2025/08/25 - 2:53 PM
آخر تحديث 2025/08/26 - 2:12 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 71 الشهر 18427 الكلي 11413513
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/8/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير