لماذا يكررون الرواية؟.. بعد إنزال الستارة 

عباس الجبوري

 

١- التكرار ..عند السابقين في اللغة من (الكَر) ويعني العودة او الرجوع او العطف ..ويكون لمرة واحدة او مرتين او عدة مرات… وربما يكون تكراراً للحرف ..أو للكلمة..اوللعبارة او الجملة..ويعرفه البعض بأنه

(ظاهرة معنوية وموسيقية تقتضي الاتيان بلفظ متعلق بمعنى ثم اعادة اللفظ في معنى آخر 

وفي نفس الكلام أو اعادة المعنى في لفظين مختلفين..

٢-أنواع التكرار

   أ-التكرار اللفظي..

مثل(القارعة مالقارعة وماأدراك مالقارعة..)

   ب-التكرار ..

في المعنى..مثل(أطعني ولا تعصني)..

٣-وظائف التكرار

  أ-التنبيه ..

(الحاقة ماالحاقة..)

  ب- للارشاد..(أولى لك فأولى..ثم أولى لك فأولى

  ج-للتناسق ..في خلق شعور داخلي (كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون..)

د-تزيين الخطاب للتأثير والجمالية

هـ- زيادة في الترغيب أو التحذير

و- لتثبيت المعلومة وإفهام (الغبي) كما قالوا من قبل

٣-مساؤى التكرار..

  أ-احداث الملل

  ب-تحطيم الاسلوب الجيد ..كما قال ارسطو الكبير

  ج-خداع الرأي العام في التكرار للرواية او العبارة..بتكرارها لتثبيتها

٤-لماذا يكرر الناس رواياتهم هذه الايام؟… وحتى لو كانت مختلقة أو مختلفة أو غير كاملة أو ناقصة أو لها أوصاف أخرى..

هذا التكرار يختلف عن التكرار اللفضي او المعنوي وان تشابه في بعض الشكليات.. ويسميه البعض ( التكرار الشعبوي) نسبة لكثرة متداوليه من العامة او الشعب …رغم وجود عدد لايستهان به من النخب او السياسيين الذين يتعاطون هذا (الفن )الذي لايختزن في داخله رعشة أو ريشة أو ومضة برق خاطفة..وانما يدور في دولاب المنافسة والتسابق والتسقيط..

دون حراجة..من حد أو علم أو حياء ..

٥-التكرار الشعبوي… يتكرس هذه المواسم ويتم ضخه الى الميديا والمواقع العامة ..عند توفر أي معلومة صغيرة او كبيرة ..عامة او خاصة ..ويتحول (النخبوي ) الى (إنبوب توصيل) أو (بوري) مفتوح من الجانبين دون وجود (فلتر) أو مصفى ينتظر عنده (الخابط)قبل اطلاقه الى الاخر..حتى تفيض الارض بزبد الكلام وغثاثته..في ساحة الضجيج الذي يرهق العقلاء من الناس..

٦-المكرر الشعبوي .. وربما يسميه أهل الحديث(القتّات) وهو الذي ينقل مايستمع ومايسمع الى الناس (تحت نية الافساد) أو  خرق الجو العام ..

والذوق العام ..

والامن العام ..

وقد عاقبته الشريعة وحذرته..

(لايدخل الجنة قتّات)..

٧-الثرثار..وهو(طليق اللسان) يراه البعض أخفَّ أثراً (لعدم توفر نية الافساد) رغم كثرة القصف والطوفان الكلامي والذي يعبر الموانع والحدود..كما نراه على ألسنة الكثير من الهواة والمحترفين على مرايا الليل الفضائية..

٨-(المكرر الشعبوي ) و(القتات) و(الثرثار).. هذه النماذج الثلاثة التي تتداخل وتشترك بالكثير من خيوط النسيج الكلامي..يرى البعض انها تشترك بأسباب كثيرة تدفع بها للانطلاق ومنها..

أ- حب الظهور

ب-إلفات النظر

ج- عقد نفسية كامنة

د- تأثير خارجي

هـ-نقص عاطفي

ز-رغبة بالانتقام

ح-الشهرة(الطشة)

٩-(حريق الكوت) و(الطبيبة بان) و(مديرية الزراعة) و( لاهور السليمانية)..نماذج لاحداث قد وقعت ..تداخل بها الخاص والعم .. والسياسي والاجتماعي والامني.. وتم الخوض بها ..فرادى وزرافات..

ليلاً ونهارا…

حتى تكومت (تلالاً) من المكتوب والمقروء والمسموع (بعلم وبدونه)..وتعددت الروايات والقصص ..

وحاول أن يبدع بها البعض ولكن لم يفلح..واراد أن يتكسب بها الاخر فنال مراده..ورغم العصف والرعد والبرد الشديد لم تزورنا حفنة مطر.. ولامزنة رطبة..

ولا رذاذ منعش..

١٠-كلنا رغبات..وتطلعات…وأذواق ..وغايات وحاجات..وأماني

لنا( الحق) في بعضها ..

كما للاخرين حقوقهم ..

وأذواقهم..

ولكن ..

قدسية الذوق العام..

والسلم العام..

والرأي العام..

والحب العام

في كل مجتمعات الكون تتقدم على موهبة هنا أو شطارة هناك..

أو مشاعر لهذا وذوق لذاك..

ويشترك في علاج ظاهرة التكرار الجميع (أفرادا وجماعات وقوانين)..من البيت الى المدرسة والجماعة وقوانين الدولة.. ومنابر الوعظ والارشاد..

١١-التنقيب عن الاشياء الكريمة ..

والقنص على الاشياء التافهة..

( كرامتان ) ..بينهما شعيرة من (علم وحياء)..

وبقايا أشياء من آباء وأجداد..تأملوا كثيراً..ولم يتكلموا كثيرا..الا في الخير  للبلاد والعباد..

ويبقى أمل المشتاقين للسمو ..

يتبرعم الى الداخل عبر خيط المشيمة الكريم..

الى الداخل..لانه لايحب الضجيج..

وكان دائماً يسألني أيام الطلبة ..علامَ الضجيج؟

فأجيب عليه ..لأنهم يملكون (آذان احتياط)..لاتسمع النجوى في الاشياء الرشيقة..

 

عضو مجلس النواب العراقي