تحية تقدير وإكبار للعلامة الأديب السيد حسين بركة الشامي
حسين الصدر
-1-
أخونا العلّامة الأديب السيد حسين الشامي من العلماء المجاهدين الناهضين بمهمات التبليغ والباذلين أعمارهم وأموالهم لخدمة الدين وتوضيح حقائقه وأحكامه، وقد احتل من القلوب مكانة خاصة ذلك أنه لا يعيش لنفسه بل يعيش لدينه وأمته وهنا يكمن السمو.
-2-
وقد دأب على تأسيس المعابد والمعاهد الاسلامية في العراق وفي بريطانيا، وأضاف إلى ذلك كتباً ومؤلفاتٍ ودواوين أثرى بها المكتبة الإسلامية العربية.
كما أنه أعاد نشر العديد من المجلات الرسالية المهمة (كالأضواء) و(رسالة الإسلام) فأسدى للفكر خدمة تذكر فتشكر.
-3-
وتصدى لتفسير القرآن الكريم في 25 جزءً ووفق في مشروعه القرآني الواعد.
-4-
وإذا كان الوفاء قيمة أخلاقية كبرى فإنّ العلّامة الشامي كان من أكابر الأوفياء لفكر وتراث نابغة الفقهاء والمرجع الإسلامي الكبير الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر -رضوان الله عليه- وهو مستمر في إقامة المؤتمرات عن فكره التجديدي وما أحدثه من نقلة نوعية في عالم الفكر والمعرفة ناهيك عن أروع البحوث وأعمقها في علوم الدين.
والعبرة بالأعمال لا بالأقوال وقد اكتفى غيره بالثانية عن الأولى..!!
-5-
وقد أصدر حديثاً الجزء الأول من كتابه (شرح نهج البلاغة دراسات وبحوث في الفكر والتراث والأدب والتاريخ)، في طبعةٍ أنيقة بلغ عدد صفحاتها 568 صفحة، وجاء في المقدمة قوله:
(مع نهج البلاغة كانت الرحلة، وكنت أحسبها مثل بقية الرحلات، لكنها اختلفت بشكلٍ كبير، فإذا بي أجدني أطوف في فضاء لا نهاية له، أتحسس خطوات الإمام علي عليه السلام، وأتنسم أنفاسه القدسية.
كانت رحلتي في شرح نهج البلاغة هي التي تدلني على الطريق، في أمير المؤمنين تجد نفسك دائماً وكأنك تكتشفه لأول مرة).
-6-
لقد نسب بعضهم (نهج البلاغة) إلى الشريف الرضي -عطر الله مرقده- وردّ أديب كبير على هؤلاء المتخرصين بالقول:
إذا كان بليغ من بلغاء الشيعة يأتي بنهج البلاغة فكيف يكون إمامهم؟
أنكم بهذا تخدمون الشيعة وتعززون رأيهم.
وقد أحسن المرحوم العلّامة السيد عبدالزهراء الحسيني حين أثبت أنّ في نهج البلاغة نصوصاً مرويّة قبل أن يُخلق الشريف الرضيّ.
وجاء كتابهُ (مصادر نهج البلاغة وأسانيده) ليكون فصل الخطاب في إثبات صحة النسبة لأمير المؤمنين (عليه السلام).
-7-
وأخيراً:
فإنّ الحاجة ماسة إلى مثل شرح العلّامة الشامي لنهج البلاغة، وإني على يقين بأنه سيكون رواءً للظامئين للانتهال من ينابيع الحكمة والهدى عبر التفاعل الحقيقي مع نصوص النهج وآفاقه.
ومن هنا:
فإنّي أتقدم بالتهنئة والتبريك لسماحة العلّامة المجاهد الكبير السيد الشامي على ما وفقه الله إليه من اصدار هذا الكتاب، داعياً له بدوامِ العز والتوفيق آملاً أن يتحفنا بالأجزاء الجديدة الأخرى.
وله منا الشــــــــكر والثناء والسلام وعظيم الاحترام.