السماء تشهد الإقتران السنوي بين الشمس وقلب الأسد
خبير: بدء العد التنازلي للصيف الجاري
الاحساء – زهير بن جمعة الغزال
تبدأ ملامح نهاية الصيف مع فجر اليوم الاحد، من كل عام في الجزيرة العربية، حيث يسهل للناظر في الأفق الجنوبي رؤية نجم سهيل بلمعانه الأبيض المائل للصفرة، كعلامة تقليدية طالما انتظرها سكان المنطقة منذ القدم. وقال خبير الفلك، ماجد أبو زهرة، في تصريح تابعته (الزمان) امس انه (كان العرب قديماً يعدون ظهور سهيل بشارة خير إذ يتزامن مع تراجع زاوية سقوط أشعة الشمس، وقصر النهار تدريجياً، وانخفاض درجات الحرارة في آخر الليل، في حين تبدأ الشمس رحلتها نحو الجنوب، بعد أن كانت عمودية في قلب الصيف)، مشيراً الى ان (سهيل أو كانوبس في التسمية العالمية هو ثاني ألمع نجم في السماء بعد الشعرى اليمانية، ويبعد عنا حوالي 313 سنة ضوئية، ينتمي إلى كوكبة القاعدة الجنوبية، ولو كان بنفس بعد الشعرى اليمانية عنا لكان أكثر النجوم بريقاً في سماء الليل)، وأوضح أبو زهرة، انه (علمياً لا يؤثر سهيل أو أي نجم آخر عدا الشمس في أحوال الطقس، بل هو مجرد إشارة فلكي، يتزامن ظهوره مع التغيرات المناخية الطبيعية المرتبطة بحركة الأرض حول الشمس ليكون بمثابة ساعة كونية، تشير إلى اقتراب الاعتدال الخريفي)، وأضاف ان (سهيل يرصد فقط في المناطق الواقعة جنوب دائرة عرض 33 درجة شمالاً، ويشمل جنوب الجزيرة العربية وحتى منتصفها، إضافة إلى بعض مناطق شمال إفريقيا، أما المناطق الواقعة شمال هذا الحد مثل شمال الجزيرة العربية ودول الشام، فلا يمكنها رؤية سهيل أبداً إذ يبقى النجم تحت الأفق طوال العام)، لافتاً الى انه (إرتبط طلوع سهيل في الثقافة الشعبية بالأمثال والأشعار، حتى صار علامة فارقة في التقويم الزراعي والموروث الصحراوي، اذ كان ظهوره إشارة لبدء موسم الهجرة لبعض الطيور وموعدا لزراعة محاصيل معينة). وشهدت الحالة الفلكية امس السبت، الاقتران السنوي بين الشمس والنجم الشهير قلب الأسد، حيث يتشارك الجرمين نفس خط الطول السماوي، مايجعله يختفي تماماً في وهج ضوء الشمس ولا يمكن رصده، بحسب ماجد أبو زهرة. الذي أوضح امس ان (الاقتران يعني مغادرة قلب الأسد سماء المساء ليستعد لظهوره مجددا في الفجر المبكر، خلال الأسبوع الأول من كانون الاول، حين يبدأ النجم بالتألق في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس)، مبيناً ان (الشمس تتحرك ظاهرياً نحو الشرق، بمعدل يقارب درجة واحدة يومياً عبر دائرة البروج، وبحلول الاعتدال الخريفي ستكون قد ابتعدت كثيراً عن قلب الأسد، ليأخذ النجم مكانه في سماء الفجر)، وأضاف أبو زهرة، انه (بعد نحو ستة أشهر يعود قلب الأسد إلى السماء، ليتألق طوال الليل من الغروب وحتى الفجر، وهو مشهد يربطه هواة الفلك في نصف الكرة الشمالي دائماً بقدوم فصل الربيع). في غضون ذلك، أفاد الباحث الفلكي، محمد رضا آل عصفور، ان عشاق الظواهر الفلكية على موعد مع الخسوف الكلي للقمر، والذي يحدث بمشيئة الله مساء الأحد من ايلول المقبل، بالتزامن مع اكتمال بدر شهر ربيع الأول لعام 1447 هجرية. وبين آل عصفور في تصريح تابعته (الزمتن) امس ان (هذه الظاهرة تعد من أبرز الظواهر الفلكية في العام الجاري، وتُشاهد بوضوح في سماء دول الخليج العربي كافة، حيث تمر بعدة مراحل تستغرق نحو 5 ساعات و27 دقيقة، بداية من خسوف شبه الظل، مروراً بالخسوف الجزئي، ثم الكلي، وانتهاءً بخروج القمر من منطقة ظل وشبه ظل الأرض)، لافتاً الي ان (ذروة الخسوف الكلي ستكون عند دخول القمر بالكامل، قرصه في منطقة ظل الأرض، لمدة ساعة و22 دقيقة، اذ يتحول لونه إلى الأحمر الداكن والذي يُعرف بـ القمر الدموي)، وتابع آل عصفور ان (فترة صلاة الخسوف ستكون بين الساعة 7:27 مساءً وحتى 10:56 مساءً بالتوقيت المحلي، وهي الفترة التي تتزامن مع الخسوف الجزئي والكلي، ويعد هذا الحدث الفلكي الأول من نوعه الذي يُرصد في سماء الخليج منذ يوليو 2018، ولن يتكرر رصده في المملكة إلا في 31 من كانون الاول 2028، مما يجعله مناسبة نادرة تستحق المتابعة والتوثيق من قبل المهتمين بالظواهر الفلكية، ويمكن مشاهدتها بالعين المجردة دون الحاجة إلى نظارات واقية أو أجهزة رصد متخصصة، مما يجعلها فرصة سانحة لهواة الفلك ومحبي التصوير لتوثيق هذا المشهد السماوي الفريد).