حين يختطف الحِمام الولد الصغير
حسين الصدر
-1-
الولد فلذة الكبد
وحبُّ الآباء لأبنائهم غريزة معروفة والكثير من الآباء يتمنى أنْ تصيبه العوارض بدلاً من أنْ تصيب ولده .
-2-
وكل الناس معرضون للموت ولا ينجو أحد من ذلك بما فيهم الصغار فضلاً عن الكبار .
-3 –
وقد مات لأحد الأباء في الحلة طفل صغير ، فدفنه في مكان يُسمّى ( مشهد الشمس ) فقال راثيا له :
ليهني محاني مشهدِ الشمسِ انّه
ثوى بدرُ أُنسي عندها بِثرى القبرِ
وكان قديما مشهدَ الشمسِ وَحْدَها
فعاد حديثاً مشهدَ الشمسِ والبدرِ
نعم
انه البدر المقبور
واللوعة لفقده لاهبةٌ في الصدور
-4-
وشوهد أحدهم متردداً على المقابر كل يوم ، وحين سئل عن سرّ ذلك قال:
« بَنيٌّ لي دَفَنْتُه ،
فأنا أخرج اليه كل يوم أندبه ،
فقيل له :
اندبه حتى نسمع :
فقال :
يا غائباً ما يؤوب مِنْ سَفَرِهْ
عاجَلَهُ موتُه على صِغَره
يا قرّةَ العين كنتَ لي سكناً
في طولِ ليلي وفي قِصرِهْ
شربتَ كأساً أبوك شارِبُها
لابُدَّ يوماً له على كِبَرهْ
تشربُها والأنام كلهمُ
مَنْ كان في بَدْوِهِ وفي حَضَرِهْ
فالحمد لله لا شريك له
الموتُ في حكمهُ وفي قَدرهْ
قد قُسمَّ العمرُ في العباد فما
يقدرُ خلْقٌ يزيد في عُمُرِهْ
-5-
ولو جُمعتْ مراثي الآباء لأبنائهم لشكلت موسوعة ضخمة تكشف عما عانوه من أوجاع وما كانوا يقاسونه من الألتياع .
حفظ الله أبناءكم وصانهم وايّاكم من كل سوء .
Husseinalsadr2011@yahoo.com