تحوّل رقمي صيني يطيح بالنظام التقليدي سويفت ويهدّد هيمنة الدولار

خبير لـ (الزمان) : البنوك العراقية مطالبة بمواكبة الدفع العابر للحدود

بغداد - قصي منذر

أكد خبير مصرفي، إن التطور الأخير في أنظمة الدفع الدولية باستخدام الرنمينبي الرقمي، يمثل نقطة تحوّل استراتيجية في التجارة العالمية، ويفتح آفاقاً جديدة للاستيراد والتصدير وتسويات القروض الخارجية. وقال الخبير فائق العبيدي لـ (الزمان) أمس إن (هذا التطور يتطلب من الإدارات المصرفية العراقية سرعة مواكبة النظام الجديد، والتدريب المكثف على آليات عمله، لضمان قدرة البنوك على التعامل بكفاءة مع المدفوعات الرقمية العابرة للحدود)، وأوضح العبيدي إن (السلطة النقدية مطالبة بإصدار تعليمات وضوابط واضحة، ومنح موافقات للمصارف المشاركة في النظام الجديد، ولاسيما إن أغلب المصارف العراقية قد بادرت بفتح حسابات بالعملة الصينية، مما يهيئ البنية التحتية المالية للاستفادة من هذه الثورة الرقمية). وأعلن بنك الشعب الصيني، إن نظام التسوية عبر الحدود بالرنمينبي الرقمي (اليوان الصيني) سيتم ربطه بالكامل مع الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا و6 دول في الشرق الأوسط. ورأى مراقبون أمس إن (38 بالمئة من حجم التجارة العالمية سيتجاوز نظام سويفت، الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، ويدخل النظام مباشرة في ما وصفوه بلحظة الرنمينبي الرقمي). من جانبها، قالت مجلة الإيكونوميست أمس إن (هذه الخطوة تشكل معركة الحصن الأمامي لنظام بريتون وودز 2.0)، مضيفة إن (التقنية القائمة على البلوك تشين تعيد كتابة الشيفرة الأساسية للاقتصاد العالمي، مع زيادة سرعة التسوية وخفض التكاليف بشكل غير مسبوق)، وأوضحت إن (نظام سويفت التقليدي يعاني من تأخير يتراوح بين 3 إلى 5 أيام في المدفوعات عبر الحدود، في حين إن الجسر الرقمي الصيني قلّص زمن التسوية إلى 7 ثوانٍ فقط). وفي أول اختبار بين هونغ كونغ وأبو ظبي، دفعت إحدى الشركات لمورد في الشرق الأوسط باستخدام الرنمينبي الرقمي، ولم تمر الأموال عبر ستة بنوك وسيطة، بل استُلمت مباشرة عبر دفتر حسابات موزع، ما أدى إلى خفض رسوم المعالجة بنسبة 98 بالمئة. وفي مشروع بلدين وحديقتين بين الصين وإندونيسيا، استخدم بنك صناعي الرنمينبي الرقمي لإتمام أول دفعة عبر الحدود، واستغرقت العملية 8 ثوانٍ فقط من تأكيد الطلب إلى وصول الأموال، أي أسرع بمئة مرة من الطرق التقليدية. ودفع هذا التفوق التقني 23 بنكًا مركزيًا حول العالم للانضمام إلى اختبار الجسر الرقمي، حيث خفض تجار الطاقة في الشرق الأوسط تكاليف التسوية بنسبة 75 بالمئة. واكد خبراء أمس إن (هذا التفوق التقني جعل نظام التسوية التقليدي الذي يهيمن عليه الدولار يبدو متخلفًا على الفور، وإن التقنية لا تتيح التتبع الفوري فقط، بل تطبق تلقائيًا قواعد مكافحة غسيل الأموال)، وأشاروا إلى إن (الصين تبني سيادتها المالية على نحو متدرج)، واضافوا (حين حاولت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران عبر نظام سويفت، كانت الصين قد أنشأت بالفعل حلقة مغلقة من المدفوعات بالرنمينبي في جنوب شرق آسيا). وبلغ حجم التسوية عبر الحدود بالرنمينبي في دول آسيان أكثر من 5.8 تريليون يوان في 2024، بزيادة قدرها 120 بالمئة مقارنة بعام 2021، بينما أدرجت ست دول من بينها ماليزيا وسنغافورة الرنمينبي ضمن احتياطياتها من العملات الأجنبية، وأتمت تايلاند أول صفقة نفط باستخدام الرنمينبي الرقمي. وبحسب البيانات المتداولة فإن (موجة التخلص من هيمنة الدولار دفعت بنك التسويات الدولية للقول إن الصين تعيد تعريف قواعد اللعبة في عصر العملات الرقمية)، ولفتت البيانات إلى إن (الرنمينبي الرقمي ليس مجرد أداة دفع، بل يحمل استراتيجية الحزام والطريق الصينية)، مؤكدة إنه (في مشاريع مثل سكة حديد الصين لاوس وسكة حديد جاكرتا باندونغ، تم دمج الرنمينبي الرقمي مع نظام الملاحة)، مؤكدة إن (شركات السيارات الأوربية تستخدم الرنمينبي الرقمي لتسوية الشحن عبر الطريق القطبي، بينما تزيد الصين كفاءة التجارة بنسبة 400 بالمئة)، ولفت إلى إن (هذه الاستراتيجية تجعل هيمنة الدولار الأمريكي مهددة منهجيًا لأول مرة)، وشددت البيانات على إن (87 بالمئة من دول العالم أتمت تكييف أنظمتها مع الرنمينبي الرقمي، وتجاوز حجم المدفوعات عبر الحدود 1.2 تريليون دولار أمريكي، وإن الصين بنت شبكة مدفوعات رقمية تغطي 200 دولة، وخلصت إلى إن الثورة المالية الصامتة هذه ليست مجرد سيادة نقدية، بل تحدد من يسيطر على شريان الحياة للاقتصاد العالمي في المستقبل).