السوداني يتوعّد قتلة المشهداني وسط تحذيرات من إنزلاق التنافسّ

تصاعد إستهداف المرشّحين والمواطن يترقّب المشهد الإنتخابي

بغداد - ندى شوكت

كربلاء - محمد فاضل ظاهر

تصاعدت حدة الاستهدافات التي يتعرض لها المرشحون للانتخابات النيابية المقبلة، بعد أيام من اغتيال عضو مجلس محافظة بغداد صفاء الحجازي المشهداني، الذي أثارت قضيته تفاعلاً واسعاً على الصعيدين الرسمي والشعبي والدولي، وسط تحذيرات من تحول السباق الانتخابي إلى دائرة عنف وفوضى تهدد أمن العملية الديمقراطية، بينما يراقب الناخب المشهد بحذر. وأعلن عضو مجلس محافظة بغداد والمرشح عن تحالف العزم مثنى ثائر العزاوي، عن تعرض مكتبه في ناحية اليوسفية جنوبي بغداد إلى استهداف وصفه بالجبان أسفر عن إصابة أحد أشقائه بجروح. وكتب العزاوي في صفحته على مواقع التواصل إن (الاعتداء الجبان الذي طال مكتبنا وأدى إلى إصابة أحد إخوتنا، وما تلاه من محاولات تشويه وابتزاز، أفعال دخيلة لا تمتّ للأخلاق أو القيم بصلة)، مؤكداً إن (هذه التهديدات لن تثنينا عن مواصلة خدمتنا لأهلنا والوقوف إلى جانبهم بكل إخلاص)، وتابع إن (إيماننا راسخ بأن القانون فوق الجميع، وسيعاقب المعتدون عاجلاً أم آجلاً). وفي كربلاء، نفت اللجنة الإعلامية الأمنية الفرعية للانتخابات ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن تعرض عضو مجلس محافظة كربلاء والمرشحة عن قائمة إبداع كربلاء ماجدة العرداوي، لمحاولة اغتيال. وقالت اللجنة في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (الأنباء المتداولة عارية عن الصحة تماماً، والعرداوي تتمتع بصحة جيدة وتمارس نشاطها الانتخابي بصورة طبيعية)، ودعت اللجنة إلى (توخي الدقة في نقل الأخبار، واعتماد المصادر الرسمية حصراً)، محذّرة من إن (الشائعات تسيء إلى الأمن المجتمعي وتربك الرأي العام)، مؤكدة إن (الجهات القانونية تتابع مروّجي الأخبار الكاذبة وفق القوانين النافذة). وعلى صعيد متصل، شارك رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بمجلس عزاء المرشح صفاء المشهداني، الذي اغتيل قبل يومين بعبوة لاصقة في الطارمية. وأكد السوداني لذوي الشهيد أمس إن (الحكومة ستتخذ جميع الإجراءات الكفيلة بالوصول إلى الجناة وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل)، مشدداً على إن (حماية العملية الانتخابية، مسؤولية وطنية لا تحتمل التهاون). وكانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي، قد دانت اغتيال المشهداني. وقالت يونامي في بيان (ندين التفجير الذي استهدف سيارة في منطقة الطارمية، والذي أدى إلى استشهاد العضو في مجلس محافظة بغداد، وإصابة أربعة أشخاص آخرين كانوا برفقته)، ودعا البيان (السلطات إلى إجراء تحقيق عاجل وشفاف لمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة). من جانبها، طالبت السفارة البريطانية في العراق، بمحاسبة قتلة عضو مجلس بغداد. وقال السفير البريطاني لدى العراق عرفان صديق في منشور على فيسبوك امس إن (العنف ضد المرشحين السياسيين يضر بالديمقراطية العراقية، ويجب محاسبة مرتكبي جريمة اغتيال المشهداني على وجه السرعة). إلى ذلك، كشف تحالف يطلق على نفسه الشبكات والمنظمات الوطنية لمراقبة الانتخابات، عن تصاعد مقلق في حجم الانتهاكات الانتخابية وخطاب الكراهية، محذراً من تحوّل التنافس الديمقراطي إلى صراع نفوذ مفتوح تُستخدم فيه أدوات المال العام والعنف المادي، وتُستغل خلاله مؤسسات الدولة لخدمة أطراف سياسية بعينها. واكد تقرير، الذي استند إلى 309 استمارات رصد ميدانية ورقمية إن (أكثر من 40 بالمئة من المخالفات تتعلق بتمزيق وتخريب المواد الدعائية، بينما بلغت نسبة استغلال الأماكن العامة 27.5 بالمئة، والدعاية المبكرة 15.5 بالمئة، واستعمال مؤسسات الدولة 8.7 بالمئة)، ولفت إلى إن (عمليات شراء أصوات ورشا انتخابية بلغت بنسبة 4.2 بالمئة، إلى جانب استغلال الرموز الدينية والعاطفة المذهبية، ما نعده مؤشر على تراجع الوعي الديمقراطي واحتدام معركة النفوذ السياسي)، ووثق التقرير (حادثة اغتيال أحد المرشحين بعبوة ناسفة، لتكون أخطر انتهاك أمني خلال مرحلة الحملات حتى الآن)، مضيفاً إنه (في محافظات مثل الأنبار، تم تسجيل حوادث إطلاق نار واعتداءات جسدية على مرشحين وناشطين)، ويرى التقرير إن (العنف المادي بات أحد أدوات المنافسة، في محاولة لإقصاء الخصوم أو إرهاب المستقلين، وهو ما يُهدد التعددية السياسية)، ومضى إلى القول إن (أربيل ونينوى والبصرة، كانت بصدارة المخالفات، أما كركوك، فقد تميزت بمخالفات ذات طابع عنصري وتمييز قومي، في ما شهدت السليمانية والديوانية ودهوك مخالفات تتعلق بالدعاية المبكرة والتخريب الممنهج).