محرم.. والعلاج السلوكي

جبار فريح شريدة

إحياء محرم تُعرف أيضًا باسم شعائر محرم، هي مجموعة من عادات وطقوس لإحياء ذكرى شهر محرم التي يمارسها المسلمون الشيعة بشكل أساسي. شهر محرم هو الشهر الأول من التقويم الهجري، تُقام العديد من الطقوس والمراسيم في الأماكن المعروفة باسم الحسينيات يصادف هذا الحدث ذكرى معركة كربلاء (10 محرم سنة 61 هـ) عندما استشهد الإمام الحسين بن علي، حفيد الرسول محمد صل الله عليه وسلم ، على يد قائد الجيش عبيد الله بن زياد وتعرض أفراد عائلة الحسين ورفاقه إما للقتل أو للإذلال. في كل سنة يتم إحياء شهر محرم، مع يوم عاشوراء الذي يعتبر اليوم الأهم. جوهر الشعائر عند الشيعة هو سرد القصص والنحيب والضرب على الصدر واللباس الأسود و وإعادة تمثيل معركة كربلاء كما تنتشر المواكب في أماكن عدة. كما يمارس جلد الذات، التطبير وضروب الظهور بالزناجيل .وطبخ الطعام وتوزيعه على شكل ثواب على الارواح التي فنيت في الواقعة كربلاء في سبيل اعلاء كلمة الحق .

لكن هذه الشعائر عانت من الاضطهاد والمنع على مر العصور من قبل السلطات الظالمة ,وبعد 2003 في العراق اصبح مساحة من الحرية في ممارسة هذه الطقوس وبدأ العراقيون الشيعة يمارسها ابتداء من اول يوم من محرم ,فيستذكرون عطش الامام واهل بيته ,من هذا المنطلق يبادرون بتوزيع المياه الصالحة للشرب مجاناً على المارة وكذلك يبادرون بطبخ الطعام وتوزيعة مجانا .

وهذه الشعائر ما هي الا  تبديل العادات غير الحميدة عند البعض بالسلوكيات الحميدة ,فتكون كعلاج سلوكي لدى من يمارس هذه الطقوس فيثبت السلوك الحميد  وينبذ السلوك الغير الحميد ,فتلاحظ التفاني والايثار والصدق والامانة وقول الحق ,فتتحسن اخلاق الناس بالعمل الطيب ويرتفع منسوب الاخلاص المصحوب بحسن النية ,فلا نجد للبخل مكان ولا للعادات السيئة ,واذا كانت عالقة لدى بعض الناس لكن في هذا الشهر يتم علاجها وتتبدل بالصفات بالحميدة التي اوصى بها الله سبحان وتعالى ,وتصبح كلمة الله هي العليا .,اذاً السبب الذي ضحى من اجله الامام الحسين وأصحابه الميامين , من اجل اعلاء كلمة الله , عندما قال ليزيد بن معاوية «مثلي لا يبايع مثله» فنتصر الدم على السيف ,كأول خطوة لتعديل السلوك المنحرف وعلاجه من الامراض والانحرافات السلوكية والدينية والظواهر الغير عقلانية التي تعصف بالإنسان بين حين واخر ,فالمجالس مدارس .