مستقبل العراق

سناء وتوت

وقف الروائي والأكاديمي.. مؤسس الفلسفة البنيوية في الأدب العالمي د. رولان بارت؛ إحتراماً لطالب صغير في السوربون؛ فإستهجن زملاؤه الأساتذة توقيره شاباً ما زال طالباً جامعياً، فأفحمهم: أنا نهضت إجلالاً لمستقبل فرنسا الذي يتجسد في الشباب.

وشباب العراق.. هم مستقبله، ينوؤن بالبطالة واللا جدوى التي تفشت بين العقول الأكاديمية والأيدي الماهرة، فتخلوا عن أكاديميتهم ومهارتهم، ممتهنين ما يسد الرمق؛ بإعتبار حق العيش أشد قدسية من أية منظومة قيمية في الوجود كله.. على الإطلاق.

في حين تعبئة موارد العراق الثرثارة وتنظيمها في سياقات عمل منهجية.. ميدانياً، كفيل بردم الفجوة بين الشباب العاطل وروح المواطنة التي تلاشت جراء أعباء حياة فارطة.

والمرأة.. المرأة العراقية تتلظى بين مطرقة الحضارة وسندان التخلف، فطروحات التحضر معظمها يجيؤنا قشوراً وليس لباً.. أعراضاً وليس جواهر، توهمنا بأن الحضارة الغربية قامت من إغراء مارلين مورنو وصوفيا لورين، وليس من ثورة الباستيل 1789 وإيقاف لنكولن الحرب الأهلية الأمريكية 1861 - 1865 والثورة الصناعية وثورة المعلومات اللتين إستقرتا على الذكاء الإصطناعي والتصنيع ثلاثي الأبعاد الذي فاق سحرة فرعون وأرداهم تحت الثرى وأعلا عصا موسى ورفعها فوق الثريا.

لذا ألتمس منظومة الرأي في البلاد، وصانعي القرار فيها، الإلتفات الى الشباب والمرأة، بوضعهما على المسار الصحيح؛ لأنهما عضادتا السكة التي يسير عليها أي مجتمع نحو التقدم، والعراق يحتاج مساعدة أبنائه لأنفسهم ومعونة المجتمع الدولي من حوله؛ لأن تضافر الجهدين.. الوطني المحلي مع الدولي العالمي؛ يكفيان و... بإمتياز؛  لإنتشال وطننا من آثار معتقلات النظام السابق وحروبه الهوجاء، وإرهاب ما بعد 9 نيسان 2003 وفساده الصريح الذي لا يستتر بل يجاهر بتدمير العراق إقتصادياً وإجتماعياً.

فالحضارات تقوم على مجسي الإقتصاد والثقافة، وهنا قال شاعر عربي موتور “قربا مربط النعامة مني” وأنا أقول: الإرادات العظمى.. محلياً وكونياً Cosmopolitan قادرة على تقريب مربط النظام العالمي الجديد من العراق ودرج شعبه.. جزءاً من الأسرة الدولية والحضارة المعاصرة؛ كي يتمتع بإقتصاد  مثالي.