الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سرد فني لمرحلة صعبة من تاريخ العراق.. مسرحية(جدر أم كاظم ) تحاكي الموروث

بواسطة azzaman

سرد فني لمرحلة صعبة من تاريخ العراق.. مسرحية(جدر أم كاظم ) تحاكي الموروث

 

بغداد - ياسين ياس

عرضت على مسرح المنصور الخميس الماضي مسرحية(جدر ام كاظم ) تأليف علي بشارة ،اخراج نبيل جوي، سينوغرافيا علي السوداني، كيروكراف محمد مؤيد، وكان من المؤمل استمرار عرضها للايام التالية، الا ان الظروف العامة والاحداث السياسية الدولية حالت دون استمرار عرضها .

وعن المسرحية تحدث المخرج نبيل جوي قائلا(جدر أم كاظم.. مسرحية تُجسّد الوجع العراقي وتُحاكي التاريخ والموروث،فهي تقدم طرحًا فنيًا جريئًا وإنسانيًا عميقًا، حيث تناولت في بنائها الدرامي مفردة “الجدر” – تلك القدور التي تُطهى فيها نذور الإمام الحسين – وما تحمله من دلالات ثقافية ودينية في الموروث الشيعي.والمسرحية تسرد، بأسلوب متنوع بين التراجيديا والكوميديا، حكاية هذا “الجدر” الذي لم يكن مجرد وعاء، بل رمزًا للتحدي والإيمان والصبر، ومرآةً لتحولات المجتمع العراقي عبر العقود) موضحا(تتمحور القصة حول شخصية “أم كاظم”، التي تمثل نموذجًا للأم العراقية الصابرة والمؤمنة. في ظل النظام السابق، يتعرض موكب “أم كاظم” للقمع، ويُعتقل جميع المشاركين فيه، بينما ينجو ابنها كاظم ويهرب إلى خارج العراق.وبعد سقوط النظام عام 2003، يعود كاظم إلى وطنه ليواجه مرحلة جديدة من الألم، في ظل الإرهاب الذي اجتاح البلاد، من تنظيم القاعدة وصولًا إلى تنظيم داعش. وتسرد المسرحية كيف تشكّل الحشد الشعبي استجابةً لفتوى الدفاع الكفائي، في لحظة مفصلية من تاريخ العراق الحديث) مؤكدا (وهي ليست مجرد مسرحية، بل شهادة حية على العنف الذي طال العراقيين بجميع أشكاله، من القمع السياسي إلى الإرهاب الطائفي. وقد تفاعل الجمهور معها بشكل كبير، ما بين الدموع تأثرًا، والضحكات التي تنبع من ألم ممزوج بالأمل.وهذا العمل المسرحي يسلّط الضوء على العلاقة الروحية بين الناس وموروثهم، ويقدّم سردًا فنيًا لمرحلة صعبة من تاريخ العراق، بأسلوب يلامس الوجدان ويستفز الوعي).

-واشار الممثل جواد الوائلي الى ان (فكرة المسرحية تتناول ا ربعينة الإمام الحسين ايام النظام السابق. امرأة وابنها كاظم كانت تطبخ للزوار. وصراع ابنها مع احد الأشخاص الذ ي قام بضرب جدر الشوربه المعد لزوار الإمام الحسين. رجال الأمن قاموا باخذ ابنها بعد الصراع معهم.وضعوا احد الأشخاص بينهم اسمه مصعب لجلب الاخبار لهم.بعد السقوط اصبح مصعب أمير في تنظيم القاعدة،تغير مصعب وأصبحت يده ملطخة بدماء الأبرياء. ومن خلال تفجير إحدى السيارات.التي قتلت عروس وهي بملابس العرس.وقتل الطفل بائع العلاليك. والمتقاعد يموت بهذا الانفجار وبيده معاملة التقاعد، وهي الشخصية التي اجسدها في المسرحية).

عنصر التوثيق

-عن المسرحية تحدث الناقد حسين هادي قائلا(مسرحية جدر ام كاظم تستمد مادتها من التاريخ.معتمدة على عنصر التوثيق،مبتعدة عن الصور الخيالية حيث تروي  احداثها من خلال الشخصيات التي عاشت تلك المرحلة. وعليه ادعو إلى تطوير الامكانيات التي يتمثلها المسرح الحسيني من خلال الاداء التمثيلي والاخراجي وامتلاك الأدوات المسرحية الحقيقية لإيصال الرسالة المراد توصيلها من خلال (جدرام كاظم)إلى المتلقي ) واضاف(لم يغفل الكاتب في ايصال النصيحة.اما الاخراج استطاع ونتيجة تراكم الخبرة فنيا وجماليا ان يحقق طفرة في تناول قضية الحسين من خلال (جدر أم كاظم ) وكون هذه الأعمال موسمية لايجوز عرضها خارج نطاق الزمان والمكان. لهذا الموسم.واكد المخرج ان زمن العرض مفتوح واي خشبة في العالم يمكن ان تكون منصة عرض لهذه المسرحية. ويعرف الجميع ان أساسيات المخرج ان يكون ملما بالكتابة المسرحية ولديه القابلية على الاخراج والتاليف حتى يتعامل مع النص بحرفية. وهذا مالمسناه لدى المخرج نبيل جوي.كذلك على المخرج ان يكون ملما بالموسيقى والعمارة المسرحية وفن الرسم ، اذ ان اذا المخرج فنان شامل، والاكان العمل مقطع الاوصال .كون المخرج هو المسؤول الاول والاخيرعلى نجاح المسرحية) مضيفا (اما الازياء في المسرحية كانت بسيطة.والموسيقى والمؤثرات الاخرى كانت مثيرة ومواكبة للحدث بشكل جيد .الإضاءة كانت جيدة.وان كانت لاتناسب قيمة العرض وطريقة الاخراج.والانطباع عن تواضع القاعة.اما الممثلون كان الأداء متطور.وأخيرا  أرى مسرحية (جدر ام كاظم )افضل عمل مسرحي متكامل على مدى تاريخ المسرح العراقي ).


مشاهدات 92
أضيف 2025/06/17 - 3:24 PM
آخر تحديث 2025/06/18 - 8:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 327 الشهر 11597 الكلي 11146251
الوقت الآن
الأربعاء 2025/6/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير