خبراء: التحرّر من الاقتصاد الريعي يمر عبر البوابة المصرفية الحديثة
الأمم المتحدة ترشّح العراق مركزاً مالياً واعداً في الشرق الأوسط
بغداد – قصي منذر
توقع خبراء مصرفيون وأكاديميون وحقوقيون، أن العراق يشق طريقه نحو تحوّل مصرفي جذري ينقل الاقتصاد الوطني من الاعتماد على النفط إلى رأسمال المتنوع والمستدام.
قوة مصرفية
وقالت الخبيرة أنوار داود الخفاجي في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (بعثة الأمم المتحدة أكدت أن العراق يمتلك مقوّمات قوية تؤهله لأن يصبح قوة مصرفية إقليمية خلال السنوات المقبلة، شريطة استثمار الفرص والإمكانات المتاحة بشكل فعّال)، وأضافت إن (القطاع المصرفي العراقي، الذي عانى لعقود من تحديات جسيمة مثل الحروب والعقوبات والفساد وسوء الإدارة، يشهد الان تحولات مهمة، تتمثل في تبني إصلاحات مصرفية حديثة، والاتجاه نحو الشمول المالي وربط البنوك العراقية بالشبكات الدولية)، وأشارت إلى إن (بعثة الأمم المتحدة ترى إن العراق يمتلك سيولة كبيرة واحتياطات نقدية ضخمة، فضلاً عن موقع جغرافي استراتيجي بين أسواق الخليج وتركيا وإيران، ما يعزز من فرصه ليكون مركزًا ماليًا إقليميًا)، وأوضحت الخفاجي إن (التحول إلى قوة مصرفية لا يقتصر على تحديث البنية التحتية فحسب، بل يتطلب بناء نظام مالي متكامل يتسم بالشفافية والكفاءة والثقة، ويستقطب رؤوس الأموال والاستثمارات)، مشددة على (أهمية ترسيخ ثقافة مصرفية حديثة تقوم على الشمول المالي، الرقمنة، والامتثال للمعايير الدولية، مؤكّدين أن ذلك سيُعيد رسم خريطة الاقتصاد الوطني ويعزز من مكانة الدينار العراقي)، ومضت إلى القول إن (تطور القطاع المصرفي سيخلق بيئة ملائمة لجذب الاستثمار المحلي والأجنبي، ويوفر الدعم المالي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل العمود الفقري لأي اقتصاد منتج، ولاسيما إن هذه التطورات ستنعكس إيجابيًا على تنشيط السوق وتحريك عجلة الصناعة والزراعة والتجارة، بعيدًا عن الاعتماد المفرط على النفط)، وأشارت إلى إن (المواطنين سيستفيدون بشكل مباشر من هذا التحول عبر توفير خدمات مالية ميسرة مثل القروض وبطاقات الدفع وحسابات التوفير، فضلاً عن تحسين الاستقرار المالي وتقليل الاقتصاد الموازي الذي يثقل كاهل الدولة والمواطن)
ارادة قوية
واستطرد بالقول (ضرورة وجود إرادة سياسية قوية تدعم استقلالية البنك المركزي، وتطوير الموارد البشرية في القطاع المصرفي، ومحاربة الفساد المالي بحزم، كون الثقة هي الركيزة الأساسية لبناء قوة مصرفية حقيقية، وهي لا تُشترى بل تُكتسب عبر الالتزام والشفافية وتحقيق نتائج ملموسة). من جانبها قال مصرفيون إن (نجاح العراق في هذا المسار سيحول البلاد إلى مركز مالي نابض في قلب الشرق الأوسط)، مسلطين الضوء على إن (هذا هو التحول الذي يحتاجه الاقتصاد ويستحقه المواطن، وتنتظره الأجيال القادمة).