الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مسؤولية الديمقراطي الكردستاني تجاه المسيحيين

بواسطة azzaman

مسؤولية الديمقراطي الكردستاني تجاه المسيحيين

كوهر يوحنان عوديش

 

بعد انتفاضة اذار عام 1991 وتأسيس برلمان اقليم كردستان وتشكيل الحكومة، منح المسيحيين (الكلدان السريان الاشوريين ) خمسة مقاعد برلمانية وعدة مناصب حكومية ايمانا بالشراكة والعيش المشترك الذي تتبناه الاحزاب الكردستانية والحزب الديمقراطي الكردستاني بصورة خاصة، واحتكرت المقاعد البرلمانية والمناصب الحكومية المخصصة للمسيحيين من قبل قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية كونها الممثل الوحيد لهذا المكون انذاك، واستمر الحال هكذا دون طرح اية فكرة او مناقشة اي موضوع يخص مشاكل شعبنا ومأساته المتوارثة ( لان السادة ممثلي المسيحيين !!! مستفيدين ).

حقيقة مرة

ومع مرور الوقت استوعب المسيحيين الحقيقية المرة وتأسست احزاب وتيارات جديدة دخلت الى الساحة السياسية بمفاهيم ورؤى ومباديء اقرب الى طموح ابناء هذا الشعب وبذلك سحب البساط الاحمر من تحت اقدام رئيس الحركة الديمقراطية الاشورية وحاشيته وانتهى عصر استحواذه على المناصب واحتكارها، وكون المصالح الشخصية والزعامة المفروضة تسود كل المواقف واهم بمليون مرة من مستقبل الشعب المخدوع بالشعارات الرنانة، بدأت قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية السابقة ومعهم بعض سياسي الصدفة ابطال الانترنيت والخطابات النارية، المتضررين من التغيرات الجديدة الناتجة عن سياستهم العوجاء، بتوزيع تهم العمالة والخيانة على كل من يخرج من تحت عبائتهم ويحاول تصويب المسار، وجعلوا من انجازات الاخرين شماعة لاخفاقاتهم المشينة واصبحت كل الاحزاب القومية عدا قيادة الحركة والحاشية المستفيدة عميلة للاكراد وتعمل على تكريد بلاد اشور!!!.

الطعن في مبدأ الشراكة والعيش المشترك الذي تتبناه حكومة الاقليم بتوجيه من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني وقيادته كونه الحزب الحاكم، واثارة ملفات التجاوزات على اراضي المسيحيين، ليس الا وسيلة للضغط على الحزب الديمقراطي الكردستاني للحصول على بعض المناصب والامتيازات في الحكومة القادمة بعد ان فقدوا الامل في الحصول عليها بالوسائل الاخرى، والا لماذا سكت هؤلاء عن هذا الظلم والملفات العالقة منذ تسعينات القرن الماضي وهم اعضاء في البرلمان ومشاركين في الحكومة؟ ولماذا قبل وبكل سرور المعارضين للحزب الديمقراطي الكردستاني وسياسته بالمناصب التي منحت لهم باسم المسيحيين!! ولماذا لم يحاول هؤلاء المناضلين! والمخلصين! والاوفياء! الاتفاق مع غيرهم العاملين في الساحة السياسية القومية على ورقة عمل واحدة يتبناها الجميع للتفاوض عليها مع حكومة الاقليم والاحزاب الكردستانية لايجاد الحلول المناسبة لكل المشاكل والمسائل العالقة؟

بما ان الحزب الديــــــــــمقراطي الكردستاني يمتلك الكتلة الاكبر في برلمان اقليم كردستان وهو المسؤول عن تشكيل الكابينة العاشرة لحكومة اقليم كردستان، فان مسؤوليته تجاه المسيحيين وكل مكونات اقليم كردستان كبيرة ومهمته صعبة لكن ليست مستحيلة، فاذا كان الحزب الديمقراطي الكردستاني مؤمنا بمبدأ الشراكة والتعايش المشترك، عليه المباشرة بايجاد حلول جذرية ومنصفة لكل المشاكل والتحديات التي يعاني منها المسيحيين منذ سنين، والتي ادت/ تؤدي الى هجرة المسيحيين الى الخارج وانتظار المجهول.

كي نكون منصفين بحق ذواتنا وبحق الاخرين يجب ان نتناول الاحداث والمواقف بحيادية وشفافية دون تعصب او تشدد، بلا مزايدات او تلاعب بالعواطف او المشاعر الانتمائية للمسيحيين، علينا ان لا ننسى مواقف الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة اقليم كردستان مع المسيحيين عندما عمت الفوضى في العراق بعد 2003 واجتاحه العنف في عدة مناطق واستهدف الارهاب ارواح وممتلكات وكنائس ورجال دين هذا المكون الاصيل، حيث اثبتت حكومة اقليم كردستان ان الاقليم هو وطن التعايش وليس وطن الشعارات فساعدت الهاربين من جحيم الارهاب من المسيحيين ماديا ومعنويا وانسانيا وبدعم مباشر من الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولولا هذه المواقف لكان مصير المسيحيين اسوأ بكثير، وحتى مع اجتياح تنظيم داعش الارهابي لمناطق الموصل وسنجار وسهل نينوى اثبت الاقليم انه الملاذ الامن لكل القوميات والاديان.

حامي ومدافع

مواقف كثيرة للحزب الديمقراطي الكردستاني يشهد لها التاريخ بانه كان حاميا ومدافعا عن المسيحيين، حتى ان بعض اعضاءه خدموا المسيحيين اكثر بمليون مرة من كل احزابهم القومية وشخصياتهم السياسية التي تتاجر باسمهم ومعاناتهم، لذلك فان المهمة الرئيسية في منح الامل المفقود للمسيحيين وتعزيز الثقة المعدومة ( التي يدعيها بعض قناصي الفرص من المسيحيين ) بينهم وبين السلطة في اقليم كردستان تقع على عاتق الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذا لن يحدث عبر اختيار اشخاص من هذه المنطقة او تلك الطائفة لشغل المناصب البرلمانية والحكومية والادارية همها الاول والاخير تحقيق المصالح والمنافع الشخصية، بل باختيار شخصيات سياسية تمتاز بالمقبولية وتمتلك الروح القيادية ( ليس شرطا ان تكون هذه الشخصيات من الاحزاب القومية للمسيحيين، بل يمكن ان تكون من الاحزاب الكردستانية او شخصيات مستقلة لكنها اكثر اخلاصا للقضية )، لوضع حد لمعاناة ومشاكل المسيحيين، وبذلك يكون الحزب الديمقراطي الكردستاني قد قطع كل السبل امام الاحزاب القومية المتاجرة بقضية المسيحيين لتشويه سمعة الاقليم في الخارج والمحافل الدولية، وبنفس الوقت يكون قد فوت عليهم فرصة تشويه الحقائق، لانه يكون قد اثبت بالقول والفعل ان اقليم كردستان هي ارض الامل والاستمرار اضافة الى كونها الملاذ الامن لكل من يبحث عن الحرية والكرامة الانسانية بغض النظر عن الدين واللون والعرق.

على المسيحيين ان يدركوا ان اي تصعيد لن يكون لصالحهم بل بالعكس من ذلك تماما يؤدي الى المزيد من التشرذم والابتعاد عن مصدر القرار، وان احداث السنوات الاخيرة اثبتت لنا ان الاتكال على هذا او ذاك يؤدي الى هلاكنا لا محال، لذلك علينا ان لا ننقاد وراء العواطف ولا ننخدع بشعارات المزايدين والمتاجرين بقضيتنا ولا نعطي فرصة للمتملقين والمهرجين بالتسلط علينا والتحدث باسمنا.

نصيحة :- لا ترموا الاحجار في البئر الذي تشربون منه، ولا تثقوا باشخاص اعظم بطولاتهم خداعكم واستغلال معاناتكم، لان كردستان ملاذكم الامن والاخير.

 

gawher75@yahoo.com


مشاهدات 432
الكاتب كوهر يوحنان عوديش
أضيف 2025/05/31 - 12:06 AM
آخر تحديث 2025/06/04 - 2:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 68 الشهر 3790 الكلي 11138444
الوقت الآن
الأربعاء 2025/6/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير