الداغستاني يحمل كاميرته دائماُ ويبحث عن الواقعية
المصوّر القنّاص يلتقط الحدث لحظة وقوعه
بغداد - جواد الرميثي
ولِدَ المصور مُراد عبد الحَميد عَجمات الداغِستاني عام 1917 في مَدينة الموصل ، وهو مصور عراقي رائد من أصول قوميقية (إحدى الشعوب التركية التي تعيش في هضبة القوموق في شمال داغستان وجنوب تيريك والأراضي المطلة على بحر قزوين ، يشكلون 14٪ من سكان جمهورية داغستان الروسية ويتحدثون اللغة القوموقية ) .كانَ والده مُهندس شاركَ في بناء سِكة الحَديد العِراقية . ليس مِنَ الواضِح كيف تَعَرَفَ الداغستاني على فَن التَصوير في حَياته المبكرة .
كانت الموصل مَدينة لديها تاريخ في التصوير السينمائي يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر. كان الرجال المَحليون يستخدمون الكاميرات لمُساعدة عُلماء الآثار من حوالي عام 1895.
بعد الحرب العالمية الأولى، أنشأ مصور يدعى (ترتاران) استوديو عند مدخل مدرسة الموصل الابتدائية . من الممكن أن يكون الداغستاني قد شاهد المُصور أثناء عمله خلال سَنوات دراسته ، حتى قبل تخرجه من المَدرسة الثانوية . بحلول عام 1935، كان قد أثبت نفسه كمصور فوتوغرافي مَوهوب .
كان استوديو التصوير الخاص بهِ ، يقع في شارع الدواسة ، في الموصل (مقابل أطلس سينال) يُدعى ببساطة (المُصور مراد) . صَوّرَ الحياة في شَوارع الموصل وما حولها ، وخاصة الحياة على طول نهر دجلة . كان دائمًا يحمل كاميرته ، جاهزًا لالتقاط لحظة أو حدث .
ضفاف النهر
عند شُروق الشمس، كانَ يمكن العثور على الداغستاني جالسًا على ضِفاف النهر ، حيث أحب مُشاهدة قوارب الصيد . في الاستوديو الخاص به ، أنتج صورًا أكثر إبداعًا للدراويش ورجال القبائل والأشخاص العاديين .أثر الداغستاني على عَدد من المُصورين الشباب منهم هادي النجار ومحمود سعيد .
ويذكر الفنان والمصور محمود سعيد أنه في شبابه كان يحب ُمشاهدة المصورين الموهوبين وخاصة الداغستاني حيث كان يصور كل يوم مشاهد حول الموصل وكيف خَلد شبكة صيد وهي تملأ الهواء قبل أن تسقط إلى النهر ، أو عربة تسير في طريق موحل ، وجوه لا تُنسى من الدراويش ، وكبار السن من الرجال والنساء، والأطفال .
كان مصورًا واقعيًا. التَقطت صوره والتي كانت بالأبيض والأسود ، لحَظات عابِرة من المَساعي البشرية . لقدرته على التقاط مثل هذه اللحظات في الوَقت المُناسب، أطلق عليه (المُصَور القَناص) . حَصل على شَهادة الإبداع مِن البرازيل ، كانَ واحد من ثمانية فنانين في العالم فقط ، حَصل على هذه الجائزة لتصوير مواقف قد لا تتكرر مَرة أخرى .
شارك في أكثر من ثمانين معرضًا دوليًا في أوربا والأمريكتين ، بما في ذلك معرض الإنسان والبحر (يوغوسلافيا، 1965) وتقديم مائة صورة دولية (ألمانيا) .
ظهرت صوره في العَديد من المجلات العالمية ، بما في ذلك مجلة التصوير الفوتوغرافي ، إضافة إلى العديد من المجلات الإنجليزية والعراقية والعربية . توجد أمثلة على أعماله مَحفوظة في أرشيف (المؤسسة العربية للصورة) . كان الداغستاني مدخنًا شرهًا للغاية، وقد أزيلت إحدى رئتيه في السَبعينيات ، عاش بعدها عَشر سنوات أخرى ، توفي في 27 تموز 1984 .