تسليم سلاح الفصائل حقيقة أم تكتيك ؟
سامي الزبيدي
بعد ان اشتدت لهجة التهديدات الأمريكية للفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران بضرورة نزع أسلحتها بعد ان كانت عبارة عن دعوات وتحذيرات فاستجاب عدد من هذه الفصائل للدعوات الأمريكية وانه وافق على تسليم سلاحه للدولة فيما رفضت فصائل أخرى تسليم سلاحها وستبقى في محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني وأمريكا وموقف هذه الفصائل واضح لا لبس فيه لكن الذي احدث ضجة إعلامية هو موقف الفصائل التي أعلنت أنها ستتخلى عن سلاحها وستسلمه للدولة فهل هذا الموقف حقيقي وإنها ستسلم أسلحتها للدولة وتنخرط في العمل السياسي أم انه تكتيك لكسب الوقت ومعرفة النوايا الأمريكية الحقيقية تجاه الفصائل التي رفضت تسليم سلاحها وهل سيتم نزع سلاحها بالقوة إذا بقيت على موقفها وأصرت على عدم تسليم سلاحها عندها سيكون موقف هذه الفصائل بالتأكيد تأكيداً لموافقتها المعلنة وهي الموافقة على تسليم سلاحها , والغريب في الأمر ان الحكومة لم تعلق على موقف الفصائل الموافقة والرافضة على تسليم سلاحها ولم تتخذ الخطوات المناسبة لاستلام أسلحة الفصائل التي وافقت على تسليم سلاحها ولن تحدد الجهة التي ستستلم أسلحة الفصائل التي وافقت على تسليم سلاحها وهل سيتم تسليم سلاحها للحشد الشعبي أم لقوات الجيش؟ ولم تشكل الحكومة لجان تشرف على عملية تسليم السلاح وهل سيتم خزن هذا السلاح أم تجهيز قوات الجيش وفرقه به ؟ والمشكلة التي برزت بعد الإعلان عن موافقة عدد من الفصائل المسلحة تسليم أسلحتها ان قادة هذه الفصائل وبعض التابعين لها أعلنوا أنهم لن يسلموا سلاحهم فأحدثت هذه التصريحات إرباكاً وردود أفعال متضاربة مع العلم ان موقف سافيا المبعوث الأمريكي للعراق كان واضحا في مسالة نزع سلاح الفصائل المسلحة خصوصا الموالية لإيران وان هذا الأمر مفروغ منه حيث قال ان الكلام غير كافي في إشارة الى موافقة بعض الفصائل المسلحة على نزع سلاحها الأهم هو الأفعال وليس الأقوال وسننتظر الأفعال وما ستؤول إليه الأمور خلال الأيام وربما الأسابيع القادمة .