عام جديد وميلاد السلام والمحبّة

عبدالهادي البابي

بعد أيام قليلة..نستقبل رأس السنة الميلادية الجديدة ، وهي ذكرى مرور 2026 عاماً على ولادة السيّد المسيح (عليه السلام ) ، كما أننا في بلاد المسلمين نعيش أجواء شهر رجب الحرام ، الَّذي هو واحد من الأشهر الحرم الَّتي أراد الله فيها للنَّاس أن يعيشوا أجواء السلام في العالم ..وهذا التشريع قديم منذ أيام النبي إبراهيم (ع) ، ولذلك كان العرب قبل الإسلام يلتزمون به..وكان مجيء الأشهرالحرم بمثابة إلتزام طبيعي عفويّ يجعل النَّاس يمتنعون عن الدّخول في أيّ قتال مهما كانت الدوافع والظروف. وقد تحدّث القرآن الكريم عن ميلاد السيّد المسيح (ع) بإعتباره آيةً من الله ورحمةً منه تعالى كما لم يتحدَّث أيّ كتاب آخر..وتحدَّث أيضاً عن الإنجيل وعما فيه ، وعندما نريد أن نبدأ سنة جديدة باسم السيّد المسيح (ع)، فلا بد أن نستوحي الإسم الَّذي إنطلق منه التَّاريخ ، والحدث الَّذي إبتدأنا التاريخ به. فعندما نستذكر السيد المسيح في يوم ميلاده فإن معنى ذلك أننا نضع رقماً جديداً في سنة معينة، وأن هذا الرَقم الجديد يربطنا بالسنة الأولى الَّتي ولد فيها السيّد المسيح (ع) الّذي هو عبد الله ونبيّه ، والَّذي آتاه الله الكتاب ، وكان نافعاً للنَّاس، ومباركاً في حياته، والّذي بذل كلّ طاقته في سبيل الخيروالمحبة ، وبذل العلم في سبيل الوعي، وكان الإنسان البارّ بوالدته، والإنسان الشفيق للفقراء والمستضعفين والمحتاجين . وفي يوم ولادته - عليه السلام- علينا أن نعيش  شيئاً من نقاء روحه، ومن صفاء قلبه ، وأن نكون في منفعة الناس وليس في مضرتهم ، وأن نستمد منه الصبر والجهاد والموقف الصلب ضد الجبابرة والطغاة والأشقياء والفاسدين..

أحبتنا في كل مكان في هذا العالم : كل عام وأنتم بألف خير وسلام ومحبة .