الصحافة الوطنية والمتقاعدين
ياسين الحديدي
لم تُغفل الصحافة العراقية حقيقة ووجع المتقاعد. فعلى صفحاتها، تكررت التقارير التي تُوثّق تدهور القدرة الشرائية للمتقاعدين، وتُبرز تناقضًا صارخًا بين خطابات التقدير الرسمي، وواقع الحياة اليومية التي تُفرض على من قضوا حياتهم في خدمة المجتمع. التقارير تُشير إلى فجوة متزايدة بين المعاش المُعلن، والحد الأدنى الضروري للعيش بكرامة، وهي فجوة لم تعد مجرد رقم اقتصادي، بل تحوّلت إلى مأساة إنسانية.لا يطلب المتقاعدون أن يعيشوا برفاهية، بل فقط أن يعيشوا بسلام. لا يطلبوا أن يُحافَظ على مستوى معيشي سابق، بل أن لا يُجبروا على الاختيار بين دواء أو طعام، بين دفء وصمت، بين ذكرى عطاء وواقع تجاهل.الدولة تتحدث عن إصلاحات، وتعد بمستقبل أفضل، لكن من يعيش اليوم لا ينتظر مستقبلًا. هو ينتظر أن يُسمع، أن يُرى، أن يُترجم الحديث عن العدالة إلى فعلٍ يُنقذ من يُعانون الآن، قبل أن يُصبح التقاعد، ليس نهاية مهنة، بل بداية نهاية.
الكرامة لا تُمنح بالخطب، بل بالقرار. والتقاعد ليس راحةً تُؤجل، بل حقًا يعجّل.