الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من المنبر إلى تويتر

بواسطة azzaman

من المنبر إلى تويتر

علي حربوش المسعودي

 

في ظهيرة كل جمعة، كان الناس يتجمعون في مسجد الكوفة ليستمعوا إلى السيد الشهيد محمد صادق الصدر. لم يكن المنبر مجرد خشبة يرتقيها خطيب، بل كان ساحة مواجهة علنية مع الطغيان، حيث يعلو صوت الحق في مواجهة الفساد والباطل. كانت خطبه بمثابة صرخة مدوّية، توقظ الناس من غفلتهم، وتزرع فيهم روح المقاومة، حتى صار دمه شاهدًا على أن الكلمة قد تساوي الحياة

ومع استشهاده، لم تنطفئ تلك الصرخة، بل تحولت إلى صدى جماهيري واسع، صدى مليونـي حمله السيد مقتدى الصدر. لم يكن الابن مجرد ناقل لكلمات أبيه، بل وارثًا لروحها، ممتدًا بها إلى زمن جديد. انتقل الصوت من منبر الكوفة إلى فضاء تويتر، من خطبة الجمعة إلى تغريدة وبيان، لكن بقي الجوهر واحدًا: رفض الفساد، رفض التطبيع، رفض التدخلات الخارجية، والدعوة إلى إصلاح لا يساوم

الجماهير التي كانت تصغي إلى خطب الجمعة في الكوفة، صارت اليوم تتابع تغريدات السيد مقتدى بنفس الحماس والانتظار. وبين الأب والابن، ظل الخطاب واحدًا: أن الدين لا ينفصل عن السياسة، وأن صوت المرجعية هو صوت الناس، صدىً حيّ لا يخفت مهما تغيّرت الأزمنة والوسائل

هكذا تمتد الحكاية من ظهيرة الجمعة في الكوفة إلى فضاء تويتر؛ من دم الشهيد إلى كلمة القائد، من صرخة الجمعة إلى صداها الرقمي. رحلة الإصلاح والرفض لم تتوقف، بل وجدت طريقًا جديدًا لتبقى حاضرة في وجدان العراقيين، تذكّرهم أن الكلمة قد تكون أقوى من السلاح، وأن الصدى لا يموت ما دام هناك من يحمله.

 

 


مشاهدات 72
الكاتب علي حربوش المسعودي
أضيف 2025/12/13 - 12:54 AM
آخر تحديث 2025/12/13 - 8:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 527 الشهر 9570 الكلي 12793475
الوقت الآن
السبت 2025/12/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير