رسالة إلى قادة الإطار التنسيقي المحترمين

حسين الفلوجي

 

تحية طيبة، وبعد...

 تابعنا باهتمام بيانكم الأخير الذي أُعلن فيه عن تشكيل لجنة قيادية تتولى مقابلة المرشحين لمنصب رئيس مجلس الوزراء للمرحلة المقبلة، وفق معايير مهنية ووطنية، في إطار سعيكم لتنظيم الاستحقاقات الدستورية وترسيخ الاستقرار السياسي.

وانطلاقاً من الحرص على توضيح الصورة أمام الرأي العام، وعلى تعزيز الثقة بين القوى السياسية والمواطنين، أودّ التقدّم إليكم بمجموعة من الأسئلة والاستفسارات، راجياً التفضّل بتوضيحها:

1- حول المعايير العامة للترشيح:

- ما هي المعايير التفصيلية التي تعتمدها لجنتكم الموقّرة في تقييم المرشحين لمنصب رئيس الوزراء؟

- هل تم اعتماد وثيقة معايير مكتوبة (مهنية، سياسية، قانونية، أخلاقية) يمكن للرأي العام أو للنخب السياسية الاطلاع عليها، أم أن الأمر يبقى ضمن تقدير القيادة واللجنة المختصة؟

2- فيما يخص شرط الانتماء المذهبي أو المكوَّن:

- هل يعتبر الإطار التنسيقي أن من بين شروط المرشح لرئاسة الوزراء أن يكون من مكوّن بعينه، وتحديداً من المكوّن الشيعي، بوصفه “استحقاق المكوّن الأكبر” وفق العرف السياسي السائد بعد 2003؟

- أم أن باب الترشيح، من حيث المبدأ، مفتوح أمام جميع العراقيين من مختلف المكوّنات (الشيعية، السنية، الكردية، والمكوّنات الأخرى)، ما دام المرشح يستوفي الشروط المهنية والوطنية والدستورية المطلوبة؟

- هل لدى الإطار استعداد مبدئي للتعاطي مع مرشح لرئاسة الوزراء من خارج المكوّن الشيعي إذا توفرت فيه شروط الكفاءة، والنزاهة، والاستقلالية النسبية، والقبول الوطني العابر للمكوّنات؟

3- بين الدستور والأعراف السياسية:

- كيف يوازن الإطار بين النصوص الدستورية التي لا تقيّد المنصب بمذهب أو قومية، وبين الأعراف والتوافقات السياسية التي تشكّلت خلال الدورات السابقة؟

- هل هناك توجّه لديكم لمراجعة هذه الأعراف بما ينسجم مع مبدأ المواطنة والمشاركة المتوازنة بين جميع العراقيين؟

4- آلية الترشيح والتقييم:

- هل ستُفتح نافذة رسمية أو سياسية لتقديم الأسماء من خارج الإطار، سواء من القوى الأخرى أو من الشخصيات المستقلة، كي تُعرض على لجنتكم المختصة للمقابلة والتقييم؟

- هل هناك جدول زمني أو مراحل محددة لعمل اللجنة (استلام السير الذاتية، إجراء المقابلات، وضع قائمة قصيرة، رفع التوصيات) يمكن الإعلان عنها لضمان مزيد من الشفافية؟

5- مواصفات الرئيس المطلوب للمرحلة المقبلة:

- ما هي الصفات التي ترونها جوهرية في شخصية رئيس الوزراء القادم:

- هل الأولوية للخبرة التنفيذية والإدارية؟

- أم للقبول السياسي بين القوى الشيعية تحديداً؟

- أم للقبول الوطني الأوسع بين مختلف المكوّنات؟

- إلى أي مدى تُعطى أهمية لقضايا مثل: استقلالية المرشح عن التجاذبات الإقليمية والدولية، قدرته على مكافحة الفساد، وامتلاكه برنامجاً واضحاً للإصلاح الاقتصادي والخدمي؟

إن توضيحكم لهذه النقاط لا يخدم الساحة السياسية فحسب، بل يعزز الثقة بأن عملية اختيار رئيس مجلس الوزراء القادم ستكون مبنية على معايير مهنية ووطنية جامعة، تُشعر جميع المكوّنات بأنها شريكة في صناعة القرار، ضمن الأطر الدستورية والشرعية القائمة.

مع خالص التقدير والاحترام...

□ سياسي مستقل