السوداني بين استراتيجية الاحتواء الإطاري وهواجس التحالفات المتحركة
مجيد الكفائي
تُظهر الساحة السياسية العراقية ملامح مرحلةٍ انتقالية معقّدة، تتقاطع فيها حسابات السلطة وتوازنات التحالفات مع سباق مبكر على تثبيت النفوذ. وفي قلب هذه المعادلة يقف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي بات محوراً لتحرّكات «الإطار التنسيقي»، في لحظة يبدو فيها أن مسار الأحداث قابل للانفجار أو الانحراف .
تحركات الإطار التنسيقي الأخيرة أتجاه السوداني لا يمكن قراءتها بوصفها رغبة في إعادة تثبيت الرجل ضمن بنيته التنظيمية، بقدر ما تمثل استجابةً لقلقٍ بنيوي تشعر به أطراف الإطار من تشكّل اصطفافات سياسية جديدة. فالإطار يدرك ان التحالف المحتمل بين تيار التنمية والإعمار وبعض القوى السنيّة والكردية قد يخلق فضاءً سياسياً مستقلاً عن الهيمنة الإطارية، ويهدد قدرة الإطار على التحكم بمخرجات المرحلة المقبلة.
هذا القلق يدفع بالإطار إلى ممارسة ما يمكن تسميته بـ سياسة الاحتواء الوقائي: إبقاء السوداني قريباً، لا لاعتبارات الثقة، بل تحسّباً من أن يتحول حضوره السياسي المستقل إلى مركز ثقل يصعب تطويقه لاحقاً.
التقديرات السياسية تجمع على أن السوداني—بوصفه أحد الذين خبروا طريقة تفكير قادة الإطار—ليس بصدد الوقوع في فخ التطمينات أو الوعود غير المضمونة. فهو يدرك أن السياسة تجيز منح الوعود عند الحاجة، لكنها تتبدل عند تبدّل المعادلات. ومن هنا، فإن أي حديث عن ولاية ثانية بالنسبة إليه ليس عرضاً سياسياً بل اختباراً لمدى صدق نوايا الإطار وحاجته الفعلية لاستمراره.
ويرى مراقبون أن الإطار يمارس لعبة الوقت، محاولاً إرجاء أي تغيير في معادلة السلطة إلى حين اتضاح وضع الكتل السنيّة والكردية. ويعتقدون أن الإطار يراهن على حدوث تصدعات داخل تيار السوداني نفسه، قد تدفع عدداً من نوابه إلى الانسحاب، ما يؤدي إلى تحجيم قوته التفاوضية وإعادته إلى الإطار بوضعٍ أضعف بكثير مما هو عليه الآن.
إنها محاولة لإعادة إنتاج توازن جديد، لا يقوم على احتواء السوداني بقدر ما يقوم على تحجيمه ثم إعادة دمجه.
لذلك يرى مقربون من السيد السوداني انه يتصرّف وفق استراتيجية واضحة وصحيحة عارفا بما يجرى ويحاك ، لذلك فإنه لايرى بأسا في