الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من  (شبرزتاون)  الى (واشنطن).. من ينهي العزلة الدمشقية

بواسطة azzaman

من  (شبرزتاون)  الى (واشنطن).. من ينهي العزلة الدمشقية

حسن الحيدري

 

تتقدم سوريا كثيرا في سلم الاولويات مع تسارع الحديث عن تغيرات كبرى في الاستراتيجية الاميركية تجاه سوريا يعيد رسم خريطة النفوذ في الشرق الاوسط ويفتح الباب امام اسئلة ثقيلة تتعلق بمستقبل القوى الاقليمية وعلى راسها حزب الله

ففي الوقت الذي تشير فيه التسريبات الى انسحاب اميركي تدريجي من مناطق قسد وشمال شرق الفرات وانتقال جزء من البنية العسكرية نحو قاعدة اميركية جديدة في دمشق  تتعزز فرضية ان واشنطن تعيد اكتشاف سوريا كملف اكثر قابلية للضبط من العراق واكثر اهمية في لعبة الممرات والطاقة وحدود إسرائيل فترامب يتجه نحو دمشق بسرعة ويعمل على اعادة انتاج سوريا القديمة

كما ان الحديث عن زيارة محتملة للرئيس ترامب الى سوريا الشهر القادم وتوقيع اتفاقيات امنية واقتصادية لا يمكن فصله عن مشروع اكبر يلوح بالافق وهو اعادة سوريا الى معادلة الاستقرار الاقليمي فوارد ان يكون هناك تفاهم امني سوري اسرائيلي مستقبلي يعيد خطوط ما قبل الحرب ويطلق اتفاق اقتصادي شامل يمنح دمشق فرصة للخروج من العزلة

هذه ليست مجرد تفاهمات عابرة بل محاولة لصناعة صيغة استقرار جديدة تضمن امن اسرائيل وتضع روسيا وإيران امام معادلة جديدة اما البقاء بحدود الدور العسكري او الانسحاب التدريجي من ملفات القرار السوري والسوال الاهم هل ستصبح سوريا بديلا عن العراق في استراتيجية واشنطن

فمنذ سنوات استفاد العراق من موقعه المركزي في الحسابات الامريكية لكن اهتزازات  الاستقرار السياسي  جعل سوريا اكثر جاذبية من منظور واشنطن

فسوريا تقدم ميزات جديدة

كنظام هرمي سهل التفاوض

وجغرافيا اكثر تماسا مع اسرائيل والاردن ولبنان وتركيا اضافة لشراهتها لاعادة الاعمار باستثمارات دولية مع رغبتها في انهاء ( العزلة الدمشقية )باي ثمن

لهذا تبدو واشنطن وكانها تدفع بالعراق الى المرتبة الثانية ستراتيجيا  وتعيد سوريا الى قلب حساباتها لكن السؤال هو

هل يمكن لواشنطن ان تبدا بخفض نفوذ حزب الله عبر بوابة سوريا  اي عبر اعادة النظام السوري الى وضعه القديم ثم ضبط العلاقة مع لبنان؟

من الناحية الواقعية هناك ثلاثة مسارات محتملة تبدا بتقليص الممر السوري  اللبناني

اذا استطاعت واشنطن الحصول على تفاهم امني سوري اسرائيلي فهذا يعني ضبط الحدود وانهاء سلاح الحزب فضلا عن الغارات المستمرة  على الجنوب اللبناني رغم اتفاقية وقف اطلاق النار مع اعادة الجيش السوري لضبط المناطق الحساسة وعودة دمشق  بشكل اسرع الى الحضن العربي وهو ما يضع ايران في موقف تفاوضي صعب ويجعل الحزب امام تحدي خسارة عمقه السوري

اسم (فاروق الشرع ) وزير الخارجية البراغماتي ليس غائبا عن الذاكرة السورية والعربية فهوالذي اختير مفاوضا عام ١٩٩٩

في مدينة شبرزتاون الامريكية في  حدث مطبوع بالذاكرة السورية الخليجية وحتى الاسرائيلية لادارة مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل والتي  رعته واشنطن والذي اختفى عن انظار السياسة بعد احداث ٢٠١١ مع تشابه اسمه والرئيس السوري الحالي احمد الشرع او اي شخصية توافقية مشابهة يعود للواجهة بوصفه رمزا لـ سوريا ماقبل سياسة المحاور التي كان يعتمدها نظام الاسد هذا الطرح يروق للعواصم الخليجية والولايات المتحدة معا واللافت بالامر فان زيارة احمد الشرع التي سبقت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للبيت الابيض يبدو انها  بمثابة اعلان عن مرحلة سياسية جديدة تتجاوز ايران وتضعف حزب الله ( المشارك بالتمثيل الحكومي  اللبناني عبر الثنائي الشيعي الحزب وحركة امل ) بدون حرب مباشرة فيبدو ان واشنطن لاتبحث عن دخول حرب مباشرة مع حزب الله لكنها قد تبحث عن تقليم نفوذه عبر تغيير الملعب السوري وليس عبر مواجهة في لبنان واذا اكتمل المشروع الامريكي  سوري خليجي فان المنطقة قد تدخل مرحلة جديدة تشبه ما بعد 1991حين اعادت واشنطن الترتيب بهدوء وبعيدا عن المعارك المباشرة فالاسابيع القادمة ستكون كفيلة بتوضيح اكثر ما اذا كانت هذه التحركات مجرد بروتوكولات ام بداية لهندسة سياسية جديدة ستغير وجه المنطقة لعقود.


مشاهدات 62
الكاتب حسن الحيدري
أضيف 2025/11/19 - 5:44 PM
آخر تحديث 2025/11/20 - 12:01 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 42 الشهر 14155 الكلي 12575658
الوقت الآن
الخميس 2025/11/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير