أكاذيب المرشّحين وحيرة النّاخبين
رعد البيدر
وَضَعَتِ الانتخاباتُ أوزارَها، وسَكَنَ ضجيجُ الشعاراتِ، وسيبدأ انكشافُ الوجوهِ وسقوطُ الأقنِعَةِ. في كلِّ دورةٍ تعودُ الحيرةُ: أَنُشارِكُ أم نمتنع؟ أَنصَدِّقُ أم نشكّ؟ سألني قريبي بكلماتِ حيرةٍ تبحث عن سبيلٍ مجهول: هل لِصوتي قيمةٌ إذ يفوحُ سوادُ الأكاذيبِ من بياضِ المنشورات؟
قلتُ له: الخطيئةُ ليست في الصناديقِ، بل في مَن حوَّلَها الى سوق تُباعُ فيه الكلماتُ وتُشترى فيها الآمالُ. المرشَّحُ الكاذبُ يَزدهرُ بصمتٍ يخنقُ الحقَّ، والناخبُ الحائرُ أوَّلُ ضحاياه.
التعريةُ ليست عُزوفًا، بل وعيٌ ومساءلةٌ لا تَرحمُ الالتفافَ ولا الجُملَ الفارغة؛ محاكمةُ الأقوالِ بالأفعالِ، ومقارنةُ الوعودِ بالنتائجِ. الصوتُ ليس رصاصةً في فراغٍ، بل شهادةٌ على ضميرِ الوطن. كلُّ كذبةٍ تَنكشِفُ حين يُصلِحُ الناخبُ قراره، ويصوّتُ بوعيٍ، لتَموتَ أكاذيبُ المرشحين قبلَ أن يُولَدَ فوزُهم.